خاص بالموقع - ناشد أعضاء حركة «فتح» المجتمعون في مصر، اليوم، الرئيس الفلسطيني محمود عباس العدول عن قراره بعدم الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة، واصفين إياه بـ«الزاهد والشخص القنوع». وانضم إلى المناشدين، بعد اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى. أما فصائل المقاومة، فوجدت في قرار عباس «استجداءً وعجزاً». إلا أن أبرز المهتمين ببقاء أبو مازن على رأس السلطة كان الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز.
وشدّد كوادر حركة «فتح»، في بيان، على أن حساسية الظروف الدولية والإقليمية، وصعوبة الوضع الفلسطيني الداخلي في ظل الانقسام، تستدعيان وجود عباس في رئاسة السلطة الوطنية، «باعتباره شخصية وطنية وتاريخية تتّسم بالواقعية السياسية والعقلانية وعدم التسرّع.

وحمّل البيان المجتمع الدولي واللجنة الرباعية الدولية، وتحديداً الولايات المتحدة، المسؤولية المباشرة عما آلت إليه الأمور، مشيراً إلى أنه «لا أفق واضحاً لإحلال السلام في ظل الانحياز الأميركي الواضح، ومواصلة المجتمع الدولي سياسة الكيل بمكيالين».

وقال البيان إنّ «من الطبيعي أن نجد إنساناً زاهداً في الحكم، وشخصاً قنوعاً يخاطب العالم بمثل الطريقة التي خاطب بها الرئيس محمود عباس، يوم أمس، ولكن في حالة عدم تدخّل الولايات المتحدة والمجتمع الدولي والأشقاء العرب جدّياً لإزالة الأسباب التي دفعت الرئيس لاتخاذ مثل هذا القرار، من خلال إرغام إسرائيل على وقف إجراءاتها العدوانية ووقف الاستيطان واعترافها بالحقوق الفلسطينية، فإن الأمور تتجه نحو المجهول والأسوأ».

وتظاهر العشرات من أنصار «فتح» قبالة مقر المقاطعة (مقر الرئاسة الفلسطينية) في رام الله، وفي عدة مدن في الضفة الغربية المحتلة، للتعبير عن دعم عباس عقب خطاب إعلان عدم رغبته في الترشح.

كذلك دعاه موسى إلى العدول عن قراره، وذلك في محادثة هاتفية أجراها مع عباس، حاثّاً إياه على العودة عن قراره.

في المقابل، رأت حركة «الجهاد الإسلامي» أنّ خطاب الرئيس الفلسطيني الذي أعلن فيه رغبته في عدم الترشح للانتخابات المقبلة «استجدائي عاجز»، رافضة النقاط الثماني التي طرحها لإنقاذ حلّ الدولتين.

وفي السياق، كشفت تقارير إعلامية أن واشنطن وتل أبيب تسعيان إلى ثني أبو مازن عن اعتزال الحياة السياسية، وذلك من خلال تعهد أميركي بالالتزام بالمواقف السابقة بشأن القدس المحتلة، وبعدم شرعية الاستيطان. أما حكام الدولة العبرية، فوصفواً عباس بأنه «شريك للسلام»، فيما سُجّلت مناشدة من بيريز لرئيس السلطة الفلسطينية حرفيّتها «ابقَ في منصبك من أجل شعبك الفلسطيني».

ولفتت صحيفة «هآرتس» إلى أن الرئيس باراك أوباما سيتعهد أمام قيادة السلطة الفلسطينية بأنه لم يطرأ تغيّر على الموقف الأميركي الذي يفيد بأن القدس الشرقية ليست جزءاً من إسرائيل، وأن البناء الاستيطاني فيها، كما هي الحال في مستوطنات الضفة الغربية، «ليس شرعياً».

ووفق الصحيفة، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سيتوجه الأسبوع المقبل إلى واشنطن للمشاركة في مؤتمر الهيئة العامة للمنظمات اليهودية، لكن لم يُحدَّد لقاء بينه وبين أوباما بعد.

وبحسب «هآرتس»، فإنّ هناك خطة أميركية تقضي بأن يبادر أوباما إلى دعوة الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني إلى البيت الأبيض من أجل إعلان الشروع في المفاوضات، على أن يعقد بعد ذلك مباشرة مؤتمر دولي في العاصمة الروسية، موسكو، على غرار مؤتمر مدريد في عام 1991، وبمشاركة زعماء أوروبا وروسيا والأمين العام للأمم المتحدة ودول عربية.

(أ ف ب، يو بي آي، رويترز)