غزة ــ قيس صفديأعلن الرجل الثاني في حزب «كديما» الإسرائيلي، عضو الكنيست شاؤول موفاز أمس خطة سياسية تقضي بقيام دولة فلسطينية ذات حدود مؤقتة من دون القدس المحتلة، مبدياً عدم معارضته التفاوض مع حركة «حماس» لتنفيذها في حال فوزها في الانتخابات المقبلة. وقال موفاز، في مؤتمر صحافي عقده أمس لإعلان خطته، إن «على الحكومة أن تبحث في موضوع التفاهم مع حماس»، معتبراً أنه «إذا أبدت حماس أي استعداد للحوار يجب على إسرائيل أن تجلس إلى طاولة المفاوضات معها».
وتقضي خطة موفاز بإقامة دولة فلسطينية ذات حدود مؤقتة، تشمل ما بين 50 إلى 60 في المئة من أراضي الضفة الغربية وخاصة المناطق المصنّفة «أ» و«ب» التي تتبع السلطة الفلسطينية.
وأوضح موفاز أنه «في هذه المرحلة لا حاجة إلى إخلاء مستوطنات، لكن من أجل الإثبات للفلسطينيين بأن إسرائيل جدية فإنه ينبغي البدء بسنّ قانون إخلاء وتعويض المستوطنين في المستوطنات المعزولة الواقعة شرقي الجدار العازل»، وأن تسمح القوانين بإقامة مستوطنات جديدة في الكتل الاستيطانية التي يرى موفاز أنه يجب ضمّها إلى إسرائيل، وفي منطقة الجليل بشمال إسرائيل.
وفي موازاة ذلك، يقترح موفاز الشروع في المرحلة الثانية بمفاوضات على قضايا الحل الدائم بين إسرائيل والفلسطينيين، والتي لم يستبعد موافقة إسرائيل خلالها على الانسحاب من الأحياء الفلسطينية الواقعة في الأطراف، ما يعني رفضه الانسحاب من كل القدس الشرقية وخصوصاً البلدة القديمة ومحيطها.
إذا لم يطبّق نتنياهو هذه الخطّة، فإني آمل أن أحصل على الفرصة لتطبيقها
وهاجم موفاز رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قائلا إنه «يعوق العملية السياسية ويهدر الوقت، ونحن كدولة لا نملك امتياز إهدار الوقت». ورأى أنه «إذا لم يطبّق نتنياهو هذه الخطة فإني آمل أن أحصل على الفرصة لتطبيقها».
ورأى محللون إسرائيليون أن طرح موفاز لخطته يعني أنه يبلور معارضة داخل حزب «كديما»، الذي ترأسه وزيرة الخارجية السابقة تسيبي ليفني، لعملية أنابوليس. وانتقد قياديون في حزب «كديما» موفاز وخطته. ونقلت عنهم الإذاعة الإسرائيلية العامة قولهم إن «موفاز ليس عضواً في حزب موفاز، بل في كديما. وإذا كانت لديه خطة سياسية، فإن عليه أن يعرضها في مؤسسات الحزب».
من جهتها، رفضت حركة «حماس» خطة موفاز ووصفتها بأنها «خبث صهيوني ولعب على المتناقضات». وشدد المتحدث باسم «حماس»، فوزي برهوم، على أن «حماس لا تؤمن بالمفاوضات مع العدو الصهيوني». وأكد أن «الاحتلال يستغل مثل هذه الأجواء لنصب شباكه حتى يصطاد في المياه العكرة»، موضحاً «أن أي مفاوضات مع العدو استنساخ لتجربة عقدين من الزمن من مسيرة الفشل». ورأى أن «أي مفاوضات مع العدو الصهيوني على الثوابت والحقوق تعني إقراراً بشرعيته، وتجمل وجهه وتعطيه غطاءً لارتكاب مزيد من الجرائم». بدوره، قال القيادي في الحركة، سامي أبو زهري، إن «موقف حماس معروف من رفض التفاوض مع الاحتلال في ظل التجربة الكارثية للمفاوضات مع حركة فتح ومنظمة التحرير طوال السنوات الماضية».
بدوره، رفض الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، خطة موفاز. وقال «أي حلول جزئية تستثني القدس لن ترى النور لأن القدس خط أحمر».
وبشأن إعلان موفاز إمكان التفاوض مع «حماس»، أكد أبو ردينة أن «أي جهة تدخل في مفاوضات مع إسرائيل بناءً على هذه الخطة تتحمّل مسؤولية التفريط بالقدس ومقدساتها».