خاص بالموقع- ذكرت صحيفة “جيروزاليم بوست” أن الشرطة العسكرية الإسرائيلية بدأت تحقيقاً جنائياً في ارتكاب جرائم حرب في قطاع غزة، وذلك في إطار جهود الجيش لإكمال تقرير يدحض الاتهامات الواردة في تقرير اللجنة الدولية، برئاسة القاضي ريتشارد غولدستون.
وأضافت الصحيفة إنه وفقاً لمنظّمة حقوق الإنسان الإسرائيلية “بتسيلم” اتصل محقّقو الشرطة العسكرية بالمنظّمة، وطلبوا تنسيق لقاءات مع عدد من الفلسطينيّين عند معبر إيريز، لاستجوابهم بشأن مقتل اثنين من الفلسطينيين في سيارتهم قرب دير البلح في 15 كانون الثاني الماضي، خلال عملية الرصاص المسكوب على غزة.

ومنذ انتهاء العدوان على غزّة نسّقت “بتسيلم”، من خلال أحد الفلسطينيّين داخل القطاع يعمل لديها، شهادات حوالى 30 فلسطينياً أمام الشرطة العسكرية الإسرائيلية.

وكانت الصحيفة قد كشفت في وقت سابق من الأسبوع الحالي أن الشرطة العسكرية تجري 28 تحقيقاً جنائياً أمر بها المحامي العسكري الجنرال افيشاي ماندلبليت، بعد مراجعته 140 شكوى قدمتها منظمات حقوقية، ومدنيّون فلسطينيّون.

وكان رئيس الأركان الجنرال غابي أشكينازي، قد أبلغ الكنيست يوم الثلاثاء الماضي معارضته إنشاء لجنة مستقلة للتحقيق في عملية الرصاص المسكوب.

وفي الأسبوع الماضي، عيّن أشكينازي العميد (احتياط) يوفال حلاميش، وهو رئيس سابق للاستخبارات، “مدير مشروع” للجهود التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي بهدف استكمال تقرير جديد خلال الأسابيع المقبلة، للردّ على الاتهامات التي أثيرت في تقرير غولدستون.

وتطرّق رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، إيهود أولمرت، للمرة الأولى أمس إلى تقرير غولدستون، واضعاً إياه في سياق حملة “تطهّرية ومنافقة”، تشنّها “جهات مختلفة تنتقد الدول التي تحارب الإرهاب”. ودعا أولمرت، الذي قاد العدوان على غزة، في كلمة ألقاها في القدس المحتلة بمناسبة افتتاح نصب لقتلى أحداث الحادي عشر من أيلول في إسرائيل إلى “وضع هذه الحملة في المكان الذي تنتمي إليه، ومواصلة الحرب على الإرهاب”.

بدوره شنّ الرئيس الإسرائيلي، شمعون بيريز، هجوماً عنيفاً على رئيس لجنة التحقيق الأممية في جرائم الاحتلال في قطاع غزة، القاضي ريتشارد غولدستون، واصفاً إياه بالرجل “الصغير، العديم الحس بالعدل، والتكنوقراطي الذي لا يفهم في القضاء”. ونقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن بيريز قوله خلال لقائه الرئيس البرازيلي، لولا دي سيلفا، أمس إن “غولدستون قدم (إلى الأراضي المحتلة) في مهمة أحادية الجانب، من أجل المس بإسرائيل، وإذا كان لا بد من فتح تحقيق فيجب أن يجري فتحه ضده”.

وكانت البرازيل قد صوّتت لمصلحة تقرير غولدستون في كل من مجلس حقوق الإنسان وفي الهيئة العامة للأمم المتحدة. إلّا أن بيريز وصف الموقف البرازيلي بالخاطئ، ورفض المطالب التي تدعو تل أبيب إلى إجراء فحص داخلي في معطيات التقرير، قائلاً “عندما يكون هناك حاجة، فإن إسرائيل دولة تعرف كيف تفحص وتحقّق مع نفسها. وقد سبق أن أطيح وزراء دفاع وقادة جيش عندنا في أعقاب حروب”.

(يو بي آي ــ الأخبار)