أحدث خبر استهداف موكب زعيم تنظيم «داعش» أبو بكر البغدادي ضجة كبيرة، أمس، ما لبثت أن خفتت إثر إعلان مصادر طبية أن قادة بارزين في التنظيم قتلوا، في ضربة جوية أثناء اجتماعهم في بلدة في غرب العراق، لكن زعيم «داعش» ليس من بينهم.
وتتزامن هذه العملية مع إعلان القوات العراقية إحكام الطوق على مدينة الرمادي من جميع الجهات، واستعادة عدد من أحيائها، وأيضاً في الوقت الذي بدا فيه أن الاستعدادات لتحرير قضاء بيجي من «داعش» أصبحت كاملة، مع إعلان إدارة محافظة صلاح الدين وصول تعزيزات عسكرية كبيرة إلى القضاء تمهيداً لعمليات تطهيره، وبالتوازي مع انطلاق عمليات لقطع الإمدادات عن «داعش» شرقي بيجي. وأعلن مصدر عسكري عراقي، أمس، أن موكب زعيم «داعش» أبو بكر البغدادي استهدف، أثناء توجهه إلى اجتماع في منطقة الكرابلة على الحدود العراقية ــ السورية، بدون معرفة أي شيء عن مصيره.

البغدادي ينجو من
ضربة جويّة تقتل عدداً من قادة «داعش»

وأفاد بيان لخلية الإعلام الحربي بأن طائرات القوة الجوية «تمكنت من قصف موكب المجرم الإرهابي أبو بكر البغدادي، أثناء تحركه إلى منطقة الكرابلة لحضور اجتماع لقيادات تنظيم داعش». وأشار البيان إلى أن العملية جرت «وفق معلومات استخبارية دقيقة من قبل خلية الصقور، وبالتنسيق المباشر مع قيادة العمليات المشتركة». كما أكد «قصف مكان الاجتماع وقتل وجرح الكثير من قيادات التنظيم»، موضحاً أن «وضع المجرم البغدادي لا يزال مجهولاً، بعدما تم نقله محمولاً». وأفادت الخلية بأنها ستقوم «بنشر أسماء قتلى التنظيم الإرهابي في هذه العملية لاحقاً»، في حين أكد المتحدث باسم وزارة الداخلية العميد سعد معن أن الضربة كانت ظهر السبت.
إلا أن سكاناً ومصادر طبية أفادت، في وقت لاحق من يوم أمس، بأن قادة بارزين في تنظيم «داعش» قتلوا في الضربة الجوية، لكن زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي ليس من بينهم على ما يبدو، بينما نقلت وكالة «رويترز» عن أحد مسلحي «داعش» الذي جرى الاتصال به هاتفياً، أنه لا يمكنه تأكيد وجود البغدادي في الموكب الذي تمّ قصفه. وأكد أن التنظيم سيواصل القتال، بغض النظر عن مصير البغدادي. وقال «حتى إذا استشهد، فلن يؤثر هذا على الدولة الإسلامية. سنخسر زعيماً، لكن هناك الآلاف من البغدادي. يولد زعيم في الدولة الإسلامية كل دقيقة».
في غضون ذلك، أعلنت إدارة محافظة صلاح الدين جهوزية القوات الأمنية و«الحشد الشعبي» لإنهاء وجود تنظيم «داعش» في قضاء بيجي، فيما كشفت عن مشاركة «سرايا الغضب» في عمليات تحرير القضاء. وقال معاون محافظ صلاح الدين إبراهيم ذياب إن «تعزيزات عسكرية كبيرة وصلت إلى قضاء بيجي لاستكمال عمليات تحرير القضاء، بشكل كامل»، مضيفاً إن «سرايا الغضب، وهي أحد فصائل المقاومة الإسلامية وقوامها أكثر من 150 عنصراً، أبدت استعدادها للمشاركة في تحرير قضاء بيجي والانتقال إلى معركة طرد داعش من قضاء الشرقاط». كما أشار إلى أن «ترتيبات إشراكهم ستكون من خلال قيادة عمليات صلاح الدين وهيئة الحشد الشعبي».
وفي السياق، انطلقت عملية تحرير «قرية السلام»، التي تقع على مقربة من «قاعدة سبايكر» في اتجاه منطقة الزوية شرقاً في محافظة صلاح الدين. وأفاد ضابط ميداني بأن «العملية تهدف إلى قطع الإمدادات التي تصل داعش إلى قضاء بيجي من جهة الصحراء».
كذلك، أشار أحد الضباط في وزارة الدفاع إلى أن مدفعية قوات الجيش العراقي ركزت قصفها على مواقع لتنظيم «داعش» في مدينة بيجي النفطية شمالي محافظة صلاح الدين. وقال إن «هذا القصف يمهّد لتحرير المدينة، بشكل كامل». وفي سياق متصل، أعلنت كتائب «سرايا الجهاد»، في بيان، أن مقاتليها إلى جانب مقاتلي «لواء المنتظر»، وهما من فصائل «الحشد الشعبي»، حررا كامل مناطق شمال شرقي بحيرة الثرثار في الأنبار، يوم الجمعة، من تنظيم «داعش».
إلى ذلك، أعلن قائمّقام مدينة الرمادي في محافظة الأنبار، إبراهيم العوسج، أن القوات المشتركة تقترب من تطهير المجمع الحكومي، وسط مدينة الرمادي، من سيطرة «داعش»، فيما لفت إلى وجود خسائر فادحة بين عناصر وعجلات التنظيم. وقال إبراهيم العوسج إن «القوات الأمنية تبعد كيلومتراً واحداً عن تطهير المجمع الحكومي، وسط مدينة الرمادي، من سيطرة عناصر تنظيم داعش، مع تقدم كبير للقطعات العسكرية والقتالية في جميع المحاور من القاطع الجنوبي والغربي والشرقي للرمادي»، مضيفاً إن «التنظيم تكبّد خسائر فادحة بالعناصر والعجلات».
(الأخبار)