بدت دولة الاحتلال الإسرائيلي كأنها تراكم المبررات وتدق طبول حرب جديدة ضد قطاع غزة، عبر مزاعم متكررة بامتلاك المقاومة صواريخ يصل مداها إلى مدينة تل أبيب وأخرى مضادة للطيران
غزة ــ قيس صفدي
هدّّد رئيس الأركان الإسرائيلي غابي أشكنازي، أمس، بشن عدوان على غزة، في تصريحات تزامنت مع توغل إسرائيلي في قطاع غزة، واغتيال فلسطينيّ واعتقال 4 آخرين. واستشهد مصطفى محمد وادي (18 عاماً)، أمس، بعد إطلاق النار عليه بينما كان برفقة عدد من أصدقائه يمارسون هواية صيد العصافير في منطقة جحر الديك جنوب شرق مدينة غزة.
وقالت مصادر طبية ومحلية فلسطينية إن قوات الاحتلال توغلت لمسافة محدودة في المنطقة، واعتقلت أربعة شبان بعد إصابة أحدهم بجروح، بينهم الشقيقان أحمد ومحمد سعدون. وادّعت مصادر في جيش الاحتلال أنها اغتالت مقاوماً واعتقلت آخرين أثناء محاولتهم زرع عبوة ناسفة بالقرب من خط التحديد.
وفي السياق، أعلنت «كتائب المقاومة الوطنية»، الذراع العسكرية للجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين، أن إحدى مجموعاتها اشتبكت مع قوات الاحتلال التي توغلت في منطقة جحر الديك. ورأت أن «العملية تأتي في إطار التصدي لأي عدوان اسرائيلي»، مؤكدة أن «خيار المقاومة هو السبيل الوحيد لنيل الحقوق الوطنية».
بدوره، أعلن موقع الشرطة الإسرائيلية أن صاروخاً فلسطينياً أطلق من القطاع سقط في منطقة مفتوحة في المجلس الإقليمي «سديروت النقب»، من دون وقوع إصابات أو أضرار.
ولم يعلن أي فصيل فلسطيني مسؤوليته عن إطلاق الصاروخ.
غولدستون: لا ينبغي أن تؤيد الولايات المتحدة إسرائيل تأييداً أعمى
وفي ظل التطورات الميدانية المستجدة في القطاع، خرج رئيس الأركان الإسرائيلي بتهديدات لغزة رأى في خلالها أن «حركة حماس منضبطة وتضبط الآخرين في قطاع غزة، لكننا لن نوهم أنفسنا وسنعمل ثانية ضد القطاع إذا احتاج الأمر». وادعى بأن الحرب على غزة حققت أهدافها «إذ إن التجمعات السكنية المحيطة بالقطاع تشهد، وللمرة الأولى منذ 8 سنوات، هدوءاً». وأكد أن «الجيش استخلص العبر من الأخطاء التي ارتكبت خلال المعارك في القطاع»، مستدركاً أن «المعركة المقبلة ستكون أيضاً في نفس المناطق المكتظة بالسكان».
وفي خصوص تقرير غولدستون الذي اتهم «حماس» وقوات الاحتلال بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية خلال الحرب الأخيرة على غزة، قال أشكنازي: «قد نكون ارتكبنا خطأً وأصبنا مدنيين، ولكن حماس أيضاً لا تعمل صدفة داخل التجمعات السكنية. ونحن ملزمون بالدفاع عن أنفسنا حين نرصد خلية تطلق صواريخ غراد باتجاه بئر السبع، وهذا بالضبط ما فعلناه».
وادّعى أشكنازي بأن جيش الاحتلال الإسرائيلي يحقق حالياً في الحرب على غزة، لافتاً إلى أنه «سنواصل التحقيق في الحرب من دون التطرق إلى تقرير غولدستون، والآن نحن نحقق بشكاوى فلسطينيين».
وفي السياق، رفض رئيس لجنة تقصّي الحقائق الأممية بشأن الحرب على غزة القاضي الجنوب أفريقي، ريتشارد غولدستون، التهجمات الشخصية ضده من جانب مسؤولين إسرائيليين في أعقاب صدور تقريره. ورأى، في مقابلة أجرتها معه صحيفة «هآرتس»، أن «أقوال (شمعون) بيريز مضللة وليست مناسبة أن تصدر عن رئيس إسرائيل، وسأكون راضياً لو تم الحكم عليّ وفقاً لنشاطي خلال حياتي المهنية في مجال القضاء ونشاطي التطوعي». ووصف ما يتعرض له بأنه «مثال كلاسيكي للهجوم ضد الرسول بدلاً من التعامل مع الرسالة التي يحملها». ودعا إسرائيل إلى إجراء تحقيق مستقل ورفض فكرة إجراء الجيش الإسرائيلي أو الشرطة العسكرية تحقيقا. وأكد أن «تحقيق الجيش مع نفسه ليس كافياً، وهذا سيرضي أفراداً، لكنه لن يرضي الضحايا».
وشدد غولدستون على أنه لا ينبغي أن تؤيد الولايات المتحدة إسرائيل تأييداً أعمى، في إشارة إلى احتمال استخدام الفيتو الأميركي ضد التقرير لدى بحثه في مجلس الأمن الدولي.