مزارعو عكار يحتجّون على «تشويه صورة القطاع الزراعي»يكاد المعنيون في القطاع الزراعي يُجمعون على أن إثارة موضوع المبيدات الزراعية سبّبت حالة ذعر بين المواطنين، وألحقت الضرر بالمزارعين، ولم تُؤدّ إلى آليات يمكن من خلال اعتمادها تأكيد النتائج التي توصلت إليها دراسة وزارة البيئة وأذاعتها جمعية المستهلك الأسبوع الماضي.
ففيما أكّدت هذه الدراسة أن جميع المزروعات المتداولة في الأسواق اللبنانية ملوّثة، قال وزير الزراعة حسين الحاج حسن إن «الموضوع ضُخّم بالعدد والنوع». وبالتزامن مع التحركات التي تقيمها الجمعيات الزراعية احتجاجاً على ما أوردته الدراسة، قال رئيس جمعية المستهلك زهير برو لـ«الأخبار» إن الجمعية أذاعت نتائج الدراسة التي أجرتها وزارة البيئة بعدما توافرت لديها معلومات عديدة عن صحة ما ورد في الدراسة. إلا أنه شدد على أن الجمعية أجرت أكثر من 40 اتصالاً بوزارة البيئة للحصول على معطيات أوفر عن الدراسة، لكنها لم تفلح.
ويشير برو إلى أن الجمعية استندت إلى دراسة غطّت جميع المناطق اللبنانية، أجرتها كلية العلوم في الجامعة اللبنانية عبر مختبر كفرشيما للمبيدات «الأفضل في لبنان»، وكانت نتيجتها أن جميع كميات الفريز المطروحة في السوق اللبنانية ملوثة بأكثر من 6 مبيدات. ويشير إلى دراسة أخرى مماثلة أُجريَت على عيّنات من البطاطا والتفاح والكرز، بينت أن هذه المنتجات ملوثة أيضاً. كذلك استندت الجمعية إلى رصد العديد من المزروعات اللبنانية التي مُنعت من الدخول إلى السوق الأوروبية بسبب تلوثها بالمبيدات. ويشير برو إلى أن الجمعية ستُجري بالتعاون مع وزارة الزراعة فحوصاً تشمل الخُضر الموجودة في السوق اللبنانية، وستُطلع الرأي العام على النتائج.
كذلك تُجري الجمعية حالياً فحصاً لمياه ريّ المزروعات في الضاحية الجنوبية، وسترفع النتائج إلى وزارة الزراعة لتتحمل مسؤولياتها.
إلا أن وزير الزراعة، حسين الحاج حسن، أشار خلال رعايته احتفال افتتاح حديقة روضة الشهداء في الهرمل، إلى أن مشكلة المبيدات موجودة، لكن الموضوع ضُخّم بالعدد والنوع، مؤكداً أهمية متابعة الموضوع خلال الأيام المقبلة، «وكشف الحقيقة بكل صدقية وشفافية».
أما غرفة تجارة وصناعة وزراعة زحلة والبقاع فرأت أن التداول بهذا الموضوع بالأسلوب الذي اتُّبع لم يؤدّ إلى النتيجة المتوخاة، بل نشر الذعر، وأصاب الشلل تصريف المنتجات التي تدنت أسعارها فجأة.
وتلقت الغرفة سيلاً من الاستفسارات في هذا الموضوع من المصدّرين والمستوردين، فيما اعتصم عدد من مزارعي عكار في وادي الجاموس ـــــ عكار، احتجاجاً على ما سمّوه «الحملة المنظمة على القطاع الزراعي»، وشارك في الاعتصام النائب معين المرعبي وممثل عن النائب خالد ضاهر.
وقد نفى المزارعون استعمالهم لأيٍّ من المبيدات أو السموم الممنوعة أو المحظور استخدامها، وأكدوا أنّ الهدف من هذه الحملة المثارة هو ضرب المنتجات الزراعية اللبنانية والعكارية منها.
وطالب المزارعون الجهات المعنية في الدولة بإعطاء رأيها في هذا الموضوع وإجراء الاختبارات اللازمة لتوضيح ملابسات هذا الامر، وقالوا: «نؤكد خلوّ كل المنتجات الزراعية من أي سموم أو أسمدة محظور استخدامها».
(الأخبار)