بغداد ــ الأخبارفجّر أكراد العراق، أمس، قنبلة من العيار الثقيل بتهديدهم بمقاطعة الانتخابات البرلمانية المقبلة، بينما كان الجميع يأملون خيراً بفكفكة آخر عقد قانون الانتخابات، بعدما انضم الرئيس جلال الطالباني وآخرون إلى دعم فكرة تعديل القانون وإحقاق المهجّرين والأقليات العراقية.
وهدد رئيس الإقليم مسعود البرزاني (الصورة) بمقاطعة الأكراد انتخابات كانون الثاني المقبل “في حال عدم إعادة النظر في مسألة تخصيص المقاعد للمحافظات”. ونقل رئيس ديوان رئاسة الإقليم، فؤاد حسين، في بيان له، عن البرزاني قوله “يستحيل قبول توزيع المقاعد على المحافظات استناداً إلى بيانات البطاقة التموينية لدى وزارة التجارة العراقية، نظراً لتعارض آلية كهذه مع المنطق والواقع، فضلاً عما ينجم عنها من تزييف للحقائق، وما يقع من جرائها على حقوق شعب كردستان من ظلم وغدر”.
وأشار حسين إلى أن رئاسة إقليمه ترى أن الغاية من اعتماد البطاقة التموينية أساساً لتحديد عدد نواب البرلمان عن كل محافظة، “هي تقليل عدد نواب كردستان، وبالتالي إجهاض مكاسب شعب كردستان”.
موقف تبنّاه أبرز نواب التحالف الكردستاني في البرلمان المركزي، محمود عثمان، الذي أكد أن “الأكراد لن يشاركوا ما لم يُعد النظر في آلية تخصيص مقاعد المحافظات”. وبرّر رفض الأكراد اعتماد البطاقة التموينية أساساً للإحصاء السكاني، بأنها تحتوي على “تلاعب وتزوير غير مقبولين بحق الأكراد”.
وكانت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات قد رفعت عدد النواب في البرلمان المقبل إلى 323 نائباً، بعدما كان مؤلَّفاً في الدورة الحالية من 275، ما يعني زيادة في عدد السكان بأكثر من 5 ملايين نسمة، بينما يزيد عدد المهاجرين على هذا العدد ولا يتمثلون سوى بسبعة نواب.
على صعيد آخر، دعا رئيس “صحوة العراق”، أحمد أبو ريشة، إلى ضرورة التعامل مع البعثيين “على اعتبار أنهم عراقيون، وبمنظور إنساني، بعيداً عن المنطلقات الثأرية”، في انتقاد مبطّن للدعوات المتكررة التي أطلقها نوري المالكي عن وجوب عدم التعامل حتى مع البعثيين السابقين. ولفت ابو ريشة إلى أنه “إذا كانت هناك ملاحظات على شخص من البعثيين، فعلينا أن نعمل على إصلاحه”، مشدّداً على أهمية “كسب ستة ملايين بعثي بدلاً من استعدائهم”.
ورأى أبو ريشة، الذي يخوض الانتخابات في تكتل “ائتلاف وحدة العراق” الذي يعدّ منافساً قوياً للفوز بحصّة انتخابية مهمّة، أن تحالفه “ينوي تأليف الحكومة المقبلة، سواء وحده أو بالتحالف مع الائتلافات الأخرى”.