strong>إبرامها يحظى بتأييد غالبية وزراء إسرائيل... و«حماس» تناقش تفاصيلها في دمشقعكست تصريحات المسؤولين الإسرائيليين ومواقفهم، وكذا تقارير وسائل الإعلام الإسرائيلية، أجواءً توحي بقرب حسم الموقف من صفقة التبادل مع حركة «حماس»، فيما أشارت التقديرات إلى توافر غالبية حكومية للصفقة، على الرغم من محاولة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو خفض سقف التوقعات

مهدي السيّد
واصل رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، سياسة خفض التوقعات إزاء قرب إتمام صفقة تبادل الأسرى مع حركة “حماس”، في وقت كانت فيه تصريحات سائر المسؤولين الإسرائيليين تؤكّد أن الصفقة موضوعة على نار حامية، وأن لحظة الحسم باتت وشيكة بانتظار حل بعض العُقد.
وكرر نتنياهو تأكيده أنه لم تتبلور حتى الآن صفقة تبادل الأسرى مع “حماس”. وقال، خلال زيارة إلى القيادة العامة للشرطة الإسرائيلية في القدس المحتلة، إنه “لم يجرِ بعد بلورة صفقة التبادل”، مضيفاً إنه “لا يعرف ما إذا كانت مثل هذه الصفقة ستُنجز في نهاية الأمر”. وأوضح أنه سيتيح “لوزراء الحكومة والجمهور بحث الموضوع”. ولكن حتى “الآن لا مجال لاتخاذ قرار بشأن ما لم يُتّفق عليه، ولا يوجد أي اتفاق، ولا توجد صفقة”.
وفي السياق، نقلت صحيفة “معاريف” عن مصادر في مكتب نتنياهو قولها إن التقارير الإيجابية التي تأتي من “حماس” ترمي إلى ممارسة ضغط نفسي على الجمهور الإسرائيلي، وعلى الوزراء في إسرائيل، وإنها ليست حقيقية.
لكن إطلالة سريعة على خريطة المواقف الإسرائيلية من موضوع الصفقة، تُبيّن أن مكتب نتنياهو موجود في عالم آخر، ولا سيما أن الحديث في إسرائيل تجاوز مسألة قرب إنجاز الصفقة، وانتقل إلى مرحلة التأكّد من احتمالات حصولها على غالبية حكوميّة كافية لإقرارها.
وتشير التقديرات إلى أن أكثر من نصف الثلاثين وزيراً يؤيّدون الصفقة، وبينهم نتنياهو، وخمسة وزراء من حزب العمل، وأربعة وزراء من حزب “شاس”، إضافةً إلى 6 وزراء من حزب “الليكود”، ليصل عدد المؤيّدين إلى 16 وزيراً.
وفي إشارة صريحة إلى قرب إتمام الصفقة، قال وزير الصناعة والتجارة عن حزب “العمل”، بنيامين بن إليعازر، إن لديه شعوراً بأن “صفقة شاليط قريبة أكثر أي وقت مضى”. وأضاف “واضح للجميع أن ثمن صفقة إطلاق سرح شاليط سيكون باهظاً”. وواضح أن “نقاشات ستثار، ولكن في نهاية المطاف الحكومة ستحسم الأمر، وآمل أن يكون الحسم إيجابياً”.
بدوره، توقّع الوزير إيلي يشاي، وفق ما نقلت عنه الإذاعة الإسرائيلية، أن يصدّق مجلس الوزراء على الصفقة للإفراج عن جلعاد شاليط، فيما أكد وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان أن موقفه من الصفقة سيتبلور عندما يطّلع على جميع تفاصيلها. وقال النائب الأول لرئيس الحكومة سيلفان شالوم، في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”، إن إسرائيل لن تطلق سراح القيادي في “فتح” مروان البرغوثي، وزعيم الجبهة الشعبية أحمد سعدات، في موقف عدّته صحيفة “معاريف” “أول خرق للغموض حول المفاوضات لتحرير شاليط”.
في المقابل، شدّدت حركة “حماس”، في بيان لها أمس، على أنه “من السابق لأوانه الحديث عن نتائج محدّدة عن قرب التوصل إلى اتفاق”. ورأت أن “الضجة التي أُثيرت في وسائل الإعلام عن قرب التوصل إلى اتفاق على صفقة تبادل الأسرى هي محض تسريبات إسرائيلية بهدف التأثير في مشاعر الأسرى وعائلاتهم، ولمحاولة الضغط والتأثير في عملية التفاوض غير المباشر”.
وأضاف البيان “إننا في حركة حماس نواصل جهدنا من خلال الجهة المختصّة بملف التبادل في الحركة للتغلّب على العقبات التي وضعها العدو الإسرائيلي في طريق إنجاز صفقة التبادل”.
في هذا الوقت، غادر وفد من حركة “حماس”، أمس، القاهرة متوجّهاً إلى دمشق، بعدما أجرى محادثات مع الوسطاء لمناقشة صفقة تبادل الأسرى مع إسرائيل. وقالت وكالة أنباء الشرق الاوسط المصرية إن وفد “حماس”، الذي ترأّسه محمود الزهار، سيجري مشاورات مع قادة الحركة في دمشق، قبل أن يعود مجدداً إلى القاهرة.

وأضاف كوشنير إن إطلاق سراح جلعاد، الذي يحمل أيضاً الجنسية الفرنسية، يندرج في إطار عملية تبادل مع “نحو 500 معتقل فلسطيني”، مشيراً إلى لائحة يجري التداول بها بين إسرائيل وحركة “حماس”. وقال “أعتقد أن حماس قامت بتصحيح اللائحة... ومنذ ذلك الوقت والأمور تبدو في اتجاه إيجابي”. وتابع “ليس لدينا معلومات دقيقة عن تاريخ إطلاق سراحه، ولا عن مضمون تلك اللائحة”.
(أ ف ب)