سجّل سعر الذهب مستوى قياسياً جديداً أمس، مع وصوله إلى 1182 دولاراً للأونصة (28.3 غراماً) فيما كان الدولار ينخفض إلى أدنى مستوى له خلال 16 شهراً أمام اليورو. وموجة الارتفاع التي يشهدها المعدن الأصفر تعدّ وفقاً للعديد من المراقبين تغيّراً هيكلياً طبيعياً في السعر. أي أنّ المستويات المسجّلة ليست تعبيراً عن تغيّرات مؤقّتة في السوق، بل تعكس تغيّرات جذريّة ستبقى موجودة.ووفقاً للأرقام الموجودة في قاعدة بيانات وكالة «رويترز»، إذا تمّت المحافظة على الأرقام المسجّلة في تشرين الثاني الجاري، فسيكون الارتفاع السعري الشهري المسجّل هو الأعلى خلال عقد من الزمن، إذ تكون نسبته قد وصلت إلى 13%.
ومن الأسباب الأساسيّة، غير تلك المتعلّقة بالأسس الهيكليّة لتقويم السلعة في السوق، التي تدفع إلى ارتفاع الطلب على المعدن الثمين وبالتالي سعره، هو ضعف العملة الخضراء.
فبعد تداوله بهوامش ضيّقة حول أدنى المستويات المسجّلة خلال 3 أسابيع، انخفض الدولار انخفاضاً حاداً أمام اليورو، وبلغ سعر الصرف 1.505.
كذلك انخفضت العملة الأميركيّة في مرحلة ما من جلسة التداول إلى أدنى مستوى لها خلال 10 أشهر أمام العملة اليابانيّة.
ووفقاً لما تنقله صحيفة «Financial Times» عن محلّل الأسواق في مؤسّسة «Interactive Brokers»، أندرو ويلكينسون، قوله إنّه «لن تكون مفاجأة رؤية تسارع ناتج من الهلع يمكن أن يرفع سعر اليورو بواقع سنتين أو أكثر، فيما يتمتّع الأميركيّون بعطلة عيد الشكر». وإذا تحقّقت هذه الموجة فإنّ النتيجة ستنعكس تلقائياً على الذهب الذي يلجأ إليه المستثمرون متوخّين الأمان في حال سيطرة الفوضى وعدم اليقين على أسواق العملات.
وإن كان محلّلون كثر، أمثال الاقتصادي الشهير نورييل روبيني، يستبعدون وصول الأسعار إلى مستوى 1500 دولار للأونصة، غير أنّه يبدو أنّ الموجة السعوديّة مستمرّة لا محال.
(الأخبار)