القاهرة ــ الأخبارواغتنمت وسائل الإعلام الحكومية مناسبة العيد لتحويلها إلى تظاهرة سياسية لإظهار الاهتمام الرئاسي بالبدو المنسيّين في شبه جزيرة سيناء، في إشارة إلى أن مشايخ وممثلي قبائل سيناء اصطفّوا لتحية مبارك.
وفيما تنتظر الأزمة المصرية ـــــ الجزائرية نتيجة الوساطات المعلن عنها من السودان وليبيا، لا يزال الاحتقان يهيمن على علاقات الحليفين السابقين، بينما رفض مبارك دعوات من كبار مساعديه لتصعيد الأزمة وقطع العلاقات نهائياً مع الجزائر.
وكشف مسؤول ليبي لـ«الأخبار» أن الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي يسعى لإقناع مبارك ونظيره الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، بعقد اجتماع سري في العاصمة الليبية طرابلس، لتصفية الخلافات. جهود أشار المسؤول الليبي إلى أن القذافي لم يتوقف عنها، رغم أنه تلقى «موافقات مبدئية غير مشجعة» على عقد اللقاء، لكن «بعد بضعة أسابيع».
ونقل مقرّبون من الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى أنه يشعر بالحرج من تداعيات هذه الخلافات، وخصوصاً أنه تلقى رفضاً جزائرياً لعرض الوساطة الذي تقدم به.
ولفتت المصادر إلى أن موسى شدد على أن كونه مصريّ الجنسية «لا يعني أنه لن يكون مؤهلاً للوساطة مع الجزائر».
في المقابل، أكّد رئيس لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان الجزائري، محيي الدين عميمور، أنّ سلطات بلاده بصدد التحقيق في الخسائر التي لحقت بالشركات المصرية العاملة في الجزائر بعد الأحداث الأخيرة.
أما وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط فأكد أمس أن بلاده تسعى إلى التهدئة مع الجزائر. وقال إن أطرافاً عربية عديدة، بينها ليبيا والسودان، تسعى إلى الوساطة بين البلدين واحتواء الأزمة.
وأشار أبو الغيط، الذي زار باريس أمس وعقد اجتماعاً مع المسؤولين الفرنسيين، الى أن العديد من العاملين المصريين الذين عادوا من الجزائر بسبب أحداث الشغب التي رافقت المباراة يبدون الرغبة في العودة الى أعمالهم هناك. غير أنه شدد على أن مصر تقوم حالياً بجرد المصالح المصرية التي تضررت بهدف المطالبة بتعويضات عن الخسائر التي لحقت لها.