لم ينسَ فلسطينيو الـ48 الجريمة الإسرائيلية التي استهدفتهم خلال الانتفاضة الثانية قبل تسعة أعوام. ووجّهوا لهم التحية في تظاهرة حاشدة في الجليل، كلّلت إضراباً عاماً ناجحاً إلى حدّ بعيد
الجليل ــ فراس خطيب
أحيّا فلسطينيّو الـ48، أمس، الذكرى التاسعة لهبّة القدس أو «هبّة أكتوبر»، وسط أجواء وحدوية. التزام تام بالإضراب العام، وحضور حاشد وصل إلى عشرات الآلاف خرجوا إلى الشارع تحت شعار الوفاء، وأطلقوا صرخة واحدة تمجّد الشهداء وتدين المؤسسة الحاكمة وتتضامن مع الشعب الفلسطيني العالق تحت الحصار والاحتلال.
كان الالتزام بالإضراب واضحاً في القرى والمدن العربية، حيث أغلقت المدارس والمحال التجارية أبوابها. وكان الالتزام جليّاً في المدن المختلطة، كيافا وحيفا وعكّا. ولم يخلُ الأمر من خرق لدعوة الأضراب في عددٍ قليل من القرى، لكنّ التقويم العام لدى المنظّمين كان «التزاماً قوياً جداً». وعند الظهيرة، جنّدت الأحزاب الفاعلة على الساحة السياسية كوادرها للمشاركة في المسيرة. وانطلقت الحافلات من شمال فلسطين المحتلة وجنوبها وشرقها وغربها إلى قرية عرابة البطوف الجليلية، التي استضافت المسيرة المركزية. وفي موازاة ذلك، انطلقت مسيرتان كبيرتان من مدينة سخنين وقرية دير حنّا، المجاورتين لعرابة، والتحمت المسيرات الثلاث على مقربة من النصب التذكاري لـ«شهداء أكتوبر»، فبلغ عدد المشاركين عشرات الآلاف من الأحزاب كافة. وطغى الحضور الشبابي، كذلك انتشرت صور الشهداء الـ13، الذين سقطوا في أحداث عام 2000، بين أيدي الجميع. هتفوا ضد التمييز العنصري وطالبوا برفع الحصار عن غزة وإطلاق سراح الأسرى. وفي المشهد العام للتظاهرة، هيمنت الأعلام الفلسطينية جنباً إلى جنب مع أعلام الأحزاب المشاركة.
انتهت المسيرة بسلام في مهرجان خطابي في القرية، وهاجم حسن عاصلة، والد الشهيد أسيل عاصلة، في كلمته باسم ذوي الشهداء، لجنة «أور» الإسرائيلية التي تألّفت في أعقاب أحداث عام2000، وقال إنها «تآمرت علينا ولم تكلّف نفسها البحث عن المجرمين، بل بالعكس، فقد غطّت المجرمين».
كذلك تضمّن المهرجان كلمة للمؤرخ الإسرائيلي التقدمي اليساري إيلان بابي (صاحب كتاب «التطهير العرقي لفلسطين»)، هاجم فيها «سياسة الأبرتهايد» التي تتبعها السلطات الإسرائيلية، معتبراً أن هذه السياسات «هي سبب ما يحدث في غزة وما يحدث في الضفة الغربية ويحدث هنا».
كذلك تحدث عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشيخ عكرمة صبري، الذي جزم «بأننا لن نتراجع ولن نتخاذل في الدفاع عن أرضنا وعن مقدساتنا».
في المقابل، لفت النائب جمال زحالقة، في حديث إلى «الأخبار» على هامش المسيرة، إلى أنّ «الإضراب كان شاملاً وناجحاً، والتظاهرة شهدت مشاركة عشرات الآلاف، ما يدلّ على انتصار الروح الوطنية لدى جماهيرنا الفلسطينية في الداخل وجهوزيتها الكفاحية، وخاصة مع تنامي العنصرية والعداء للعرب في إسرائيل».