رغم اقتراب موعد الانتخابات التشريعية في العراق، لا يزال للوضع الأمني الحصة الأكبر في تداولات الإدارة الأميركية، مع ازدياد الكلام عن ضبابية الانتصار العسكري أعلن قائد قوات الاحتلال الأميركي في العراق، الجنرال راي أوديرنو، أمس، أن «تحقيق النصر في العراق لا يزال غير واضح»، فيما يتواصل إعلان عقد التحالفات التي تستعد للمشاركة في الانتخابات التشريعية المقرر إجراؤها في 16 كانون الثاني المقبل.
ونقلت شبكة «سي أن أن» عن أوديرنو قوله: «لست متأكداً إن كنا سنرى أحداً يعلن النصر في العراق، لأنني في المقام الأول لست متأكداً من أننا سنعلم ذلك خلال عشر أو خمس سنوات». وأشار إلى أنه يريد خفض عدد القوات الأميركية في هذا البلد بطريقة أسرع مما خُطّط له إن سمح الوضع الأمني بذلك. وتوقع خفض عديد الجنود الأميركيين إلى 120 ألفاً حتى نهاية تشرين الأول الحالي، وإلى أقل من 110 آلاف حتى نهاية عام 2009. وقال: «الذي قمنا به هنا هو إعطاء العراق فرصة على المدى البعيد ليكون شريكاً استراتيجياً للولايات المتحدة، بل الأهم من ذلك، أن يكون شريكاً في إحلال الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط».
وتحدث أوديرنو عن المسائل الأمنية الراهنة في العراق، مشيراً إلى أن قوات الأمن العراقية ضبطت بعض المخابئ «الكبيرة جداً للأسلحة المصنعة في إيران، وذخيرة قادرة على اختراق المدرعات الأميركية». وقال: «إن كنتم تدربون أناساً في إيران ليعودوا إلى العراق، وتقدمون لهم الأسلحة وأشياء أخرى، فأنا أرى ذلك مهماً، لكونه لا يسمح لهم فقط بمهاجمة القوات الأميركية، بل أيضاً المدنيين العراقيين». ويأتي هذا التصريح بالتزامن مع إعلان الجيش الأميركي مقتل أحد جنوده في بغداد، وهو أول جندي يقتل في شهر تشرين الأول الحالي.
علاوي والمطلك يتحالفان انتخابيّاً و«الدعوة ـــ أحرار العراق» يطالب بإشراك البعثيين
في هذا الوقت، تحضيراً للانتخابات العراقية، أعلنت مصادر مطّلعة توقيع اتفاق تحالف بين الجبهة العراقية للحوار الوطني، التي يرأسها صالح المطلك، والقائمة العراقية برئاسة إياد علاوي، لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة. وقالت المصادر «إن المشاورات والحوارات التي أجرتها الجبهة العراقية للحوار الوطني والقائمة العراقية أدّت إلى توقيع هذا الاتفاق، تمهيداً للدخول في الانتخابات البرلمانية المقبلة».
وأضافت المصادر أن «الأيام المقبلة ستشهد تأسيس مشروع وطني كبير يضم الكثير من الشخصيات الوطنية التي لها دور فعال في المجتمع العراقي». وتابعت: «إن الجبهة العراقية والقائمة العراقية تجريان حالياً حوارات ومشاورات مكثفة مع بقية التيارات والكتل الوطنية التي تنتمي إلى أطياف مختلفة من الشارع العراقي لغرض الانضمام إلى هذا التحالف، لإعطائه قوة دفع كبيرة».
وفي السياق، لمّح رئيس مجلس الحوار الوطني، خلف العليان، إلى عدم اتفاق قيادات جبهة التوافق العراقية للدخول جبهةً واحدة في الانتخابات البرلمانية المقبلة. وقال، في تصريح صحافي أمس: «إن الكيانات الشيعية ائتلفت في الائتلاف الوطني العراقي، ومعها شخصيات سُنية لا طعم لها ولا رائحة في الشارع السني». كذلك جدد العليان اتهامه الحزب الإسلامي بالسيطرة على جبهة التوافق. وقال: «إن الجبهة انتهت منذ فترة طويلة، وأصبحت عبارة عن الحزب الإسلامي»، داعياً إلى «تأليف قيادة جماعية غير متسلطة من جهة أو شخص، وأن يكون المرشحون للانتخابات وفق ضوابط، لا وفق المحاصصة».
إلى ذلك، دعا القيادي في حزب «الدعوة الإسلامية ـــــ تنظيم أحرار العراق»، هادي الجبوري، الحكومة العراقية إلى «فتح المجال أمام البعثيين للمشاركة في القرار السياسي بالعراق». وقال: «ليس كل البعثيين مجرمين، فقسم كبير منهم مخلصون لبلدهم، وأيديهم لم تتلطخ بدماء العراقيين». وأوضح أن «الحكومة تكيل بمكيالين تجاه البعثيين، فمن جانب تسمح لجهة كانت مقربة من نظام الحكم السابق بالاشتراك معها في السلطة، فيما تغلق الباب أمام آخرين لم يكن لهم أي دور سلبي في حكم البعث في العراق».
(الأخبار، يو بي آي)