أعلن وزير الخارجية المصري، أحمد أبو الغيط، بعد اجتماعه بالرئيس الفلسطيني محمود عباس في الأردن أمس، توقيع الورقة المصرية للمصالحة الفلسطينية في الـ26 من الشهر الجاري، فيما أكد الرئيس المصري حسني مبارك أن السلام هو الضمان الحقيقي لأمن شعوب المنطقة واستقرارها، مشيراً إلى أن العملية السلمية لم تعتد تحتمل فشلاً جديداً، وأعلن أبو الغيط، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الأردني ناصر جودة، توقيع كل من حركة فتح وحماس على الورقة المصرية للمصالحة في القاهرة في السادس والعشرين من الشهر الحالي، بعدما كان مقرراً أن توقع في الثاني والعشرين منه. وأضاف أنّ «الفصائل الفلسطينية ستُعلَم خلال الأيام المقبلة بمضمون الاتفاق، وبالعناوين العامة للاتفاق النهائي».بدوره، أعلن السفير الفلسطيني في عمّان عطا الله خيري، في تصريح، أن اللقاء بحث أيضاً موضوع إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية الفلسطينية «التي تجاوبت الرئاسة الفلسطينية مع الرغبة المصرية بتأجيل موعد إجرائها إلى شهر حزيران من العام المقبل، بعدما كانت مقررة في كانون الثاني المقبل».
وكان أبو الغيط قد وصل مع مدير الاستخبارات العامة اللواء عمر سليمان إلى الأردن، حيث التقيا بالرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي وصل إلى عمّان آتياً من صنعاء. وأجرى أبو الغيط وسليمان مباحثات مع الملك الأردني عبد الله الثاني في عمّان، حيث نقلا إليه رسالة من الرئيس المصري تتعلق بالأوضاع الراهنة في المنطقة والجهود المبذولة لتحقيق تقدم في الجهود السلمية، إضافة إلى آخر التطورات المتصلة بجهود تحقيق المصالحة الفلسطينية.
وحسب بيان أصدره الديوان الملكي الأردني، فقد أوجز المسؤولان المصريان للملك الأردني المساعي والجهود التي تبذلها مصر لتجاوز الخلافات الفلسطينية ـــــ الفلسطينية، وتحقيق المصالحة الوطنية بين مختلف الفصائل الفلسطينية. ونقل البيان عن الملك تأكيده دعم الأردن الكامل للجهود المصرية.
من جهة ثانية، أوضح مبارك، في كلمة متلفزة لمناسبة الاحتفال بالذكرى السادسة والثلاثين لحرب تشرين الأول 1973 ضد إسرائيل، أنه «لا وقت الآن للمراوغة من استحقاقات السلام... لا وقت لتجاهل أسسه ومرجعياته».
وتابع مبارك: «لا بديل من المضي على طريقه (السلام) الشائك والصعب، برؤية تتجاوب مع تطلعات الشعوب وقادة يملكون الإرادة السياسية وشجاعة القرار»، في إشارة على ما يبدو إلى المسؤولين الإسرائيليين.
وأكد مبارك «أن السلام كل لا يتجزأ، وهو الضمان الحقيقي لأمن واستقرار دول المنطقة وشعوبها. ونحن في مصر نعمل من أجل سلام عادل وشامل، يقيم الدولة الفلسطينية المستقلة وينهي محنة شعبها، ويعيد لسوريا ولبنان أراضيهما المحتلة، ويغلق ملف الصراع العربي الإسرائيلي إلى الأبد».
وجدد مبارك تأكيده أن «السلام المصري الإسرائيلي طرح نموذجاً مشرفاً للسلام العادل يقبل التطبيق على باقي مسارات السلام، وقضية السلام تمر اليوم بمرحلة دقيقة وتقف في مفترق طرق صعب، لم تعد تحتمل فشلاً جديداً أو أن تضيع الفرصة الحالية السانحة، كما ضاعت فرص عديدة من قبل».
(يو بي آي، أ ف ب، أ ب)