عاشت القدس المحتلة، أمس، أجواء هدوء حذر في ظلّ استمرار محاصرة معتكفي المسجد الأقصى، فيما اعتقلت قوات الاحتلال الشيخ رائد صلاح بتهمة التحريض
القدس المحتلّة ــ فراس خطيب
بقي الاستنفار العسكري الإسرائيلي في القدس المحتلة على حاله، وانتشر في أزقّة البلدة القديمة أكثر من ألفي عنصر من شرطة الاحتلال وحرس الحدود تحسّبّاً لتجدّد مواجهات الأيام الماضية بين المصلّين ومجموعات اليمين المتطرف. وكانت الأجواء أمس مشحونة في أعقاب مسيرة عيد العرش اليهودي التي شارك فيها ما يقارب من 70 ألف يهودي. وقد مرّ نحو 600 يهودي في حيّ سلوان المحاذي للمسجد الأقصى، في مسيرة خاصة سبقت التظاهرة المركزية.
في هذه الأثناء، واصلت قوات الاحتلال محاصرة المسجد الأقصى من كلّ الاتجاهات، مانعة الرجال دون سنّ الخمسين من الدخول إلى باحته لأداء الصلاة، بينما لا يزال المعتكفون محاصرين في داخله منذ مساء السبت الماضي. وقال أحدهم لـ«الأخبار» إن «هناك محاولات من قبل الشرطة لاعتقالنا، لكن المراقبين يمنعونهم». وأوضح أنّ الأوضاع «لا تزال صعبةً للغاية والطعام يصل بصعوبة، والوضوء صعب للغاية وأحياناً نضطرّ للتيمّم». ورغم أنه كشف عن عدم وجود أغطية تقي من البرد، عاد ليطمئن بأنّ «المعنويات عالية جداً».
وفي السياق، استبعد عضو الكنيست شاؤول موفاز، الذي شغل منصب قائد هيئة أركان الجيش الإسرائيلي أثناء الانتفاضة الثانية (2000)، اندلاع انتفاضة ثالثة، مشيراً إلى أنّ اشتباكات الأيام الماضية «مؤامرة أعدّت لإلحاق الضرر بالمواعيد المقدسة لليهود». وشدّد على أنه لا يرى «علامات لانتفاضة شاملة» بدليل وجود «سيطرة معقولة في يهودا والسامرة (الضفة الغربية المحتلة) من قبل القوات الفلسطينية والجيش والشرطة الإسرائيليين، مقارنة مع الماضي».
في هذا الوقت، أعلن المتحدّث باسم الشرطة الإسرائيلية، شمويل بن روبي، اعتقال زعيم الحركة الإسلامية، الشق الشمالي، الشيخ رائد صلاح بتهمة الحضّ على العنف. وقال «اعتُقل الشيخ رائد صلاح بسبب دعواته التحريضية خلال الأيام القليلة الماضية على العنف»، وذلك خلال مواجهات بين فلسطينيّين والشرطة في حي وادي الجوز في القدس الشرقية.
ويأتي الاعتقال بعد موجة تحريض إسرائيلية على صلاح، إذ لفت نائب رئيس الحكومة سيلفان شالوم، في حديث إلى الإذاعة الإسرائيلية، إلى أنّ الحركة «تحرّض وتثير الجمهور، فيما تنضمّ إليها السلطة الفلسطينية التي تحاول بسط سيطرتها على شرقي القدس»، خالصاً إلى ضرورة «العمل بحزم وفوراً وبيد صارمة لأن الطرف الآخر سيصعّد من نشاطاته إذا لمس ضعفاً».
بدوره، أدلى الوزير عوزي لانداو بدلوه في حملة التحريض، فدعا إلى مقاضاة الشيخ صلاح، وإلى تعليق دفع رواتب رجال الدين والأئمة الذين «يحرّضون على العنف في المساجد».