بدأت نتائج طلب السلطة الفلسطينية تأجيل تصويت أعضاء مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة على «تقرير غولدستون» لإحالته إلى مجلس الأمن الدولي، تنعكس على الداخل الفلسطيني؛ فما كاد ملف حوار حركتي «فتح» و«حماس» يشهد حلحلة، حتى عاد ليتعثّر مع طلب الحركة الإسلامية من القاهرة إرجاء موعد اللقاء الوطني الذي كان مقرراً أن يشهد التوقيع على اتفاق مصالحة في نهاية الشهر الجاري.وقال مصدر قريب من «حماس»، أمس، إن الحركة طلبت من مصر تأجيل جلسة الحوار الفلسطيني، التي كانت مقرّرة في 26 تشرين الأول الجاري، «بسبب سحب تقرير غولدستون من المناقشات على يد السلطة ورئيسها (محمود عباس)».
بدوره، رأى وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط أن أي طرف فلسطيني يحاول تأجيل اتفاق المصالحة الوطنية لا يعمل «لمصلحة الثورة الفلسطينية» أو «العمل الوطني الفلسطيني».
ورداً على أسئلة الصحافيين عمّا إذا كان تأجيل بحث تقرير غولدستون يمكن أن يؤدي إلى إرجاء توقيع اتفاق المصالحة الفلسطينية، قال أبو الغيط «لا ينبغى أن نجعل المناورة والتكتيك يؤثران على الاستراتيجية».
في هذا الوقت، كان أبو مازن مشغولاً بفتح مقر لممثلية السلطة الفلسطينية في العاصمة الإيطالية روما، حيث ضُرب موعد مبكر لـ«لقاء ثقافي» يجمعه في نيسان المقبل مع الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز. وانتهز عبّاس مناسبة زيارته الإيطالية للتشديد على ضرورة العودة إلى صناديق الاقتراع «لأن الشعب يعبّر هناك عن رأيه، ونحن نودّ استئناف وحدتنا الوطنية». وبدا عباس متمسكاً بموعد لقاء القاهرة المحتمل تأجيله، فأوضح خلال افتتاحه الممثلية، أنه «في نهاية هذا الشهر، سيجري لقاء هام للغاية في القاهرة بين الفصائل الفلسطينية، وإذا ما لاقى النجاح، فسنتمكن من طيّ هذه الصفحة المشؤومة».
وعن موعد استئناف مفاوضات سلطته مع تل أبيب، أشار أبو مازن إلى أنه «بمجرد أن تتقيد إسرائيل بالمطالب الواردة في خريطة الطريق، أي تجميد بناء المستوطنات على الأراضي الفلسطينية والاعتراف برؤية وجود دولتين، فإن السبيل إلى السلام في الشرق الأوسط سيكون أقصر»، لافتاً إلى أن حكومته تحترم جميع النقاط الواردة في «خريطة الطريق» وتطبّقها.
وفي السياق، كشف عمدة روما جانّي أليمانّو أن لقاءً سيُعقَد بين بيريز وعباس في روما في 21 نيسان المقبل. وقال أليمانّو «لقد حصلت على موافقة أبو مازن ليلتقي الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز في نصب آرار باتشيس (مذبح السلام)، في 21 نيسان المقبل».
ومن المقرر أن تنتهي زيارة عبّاس إلى إيطاليا اليوم، بعد اجتماعين مع رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلوسكوني، والبابا بنديكتوس السادس عشر.
(أ ف ب، يو بي آي)