أعادت المواقف الأخيرة للرئيس الفلسطيني محمود عباس من تقرير غولدستون، النقاش داخل حركة «حماس» بشأن جدوى المصالحة مع حركة «فتح»، في ظل غياب اتفاق واضح على مواضيع أساسية بين الطرفين، ما يعطي فكرة عن الحال بعد توقيع الاتفاق
غزة ــ قيس صفدي
كشف مصدر مسؤول في «حماس»، لـ«الأخبار» أمس، عن أن الأطر والمؤسسات القيادية في الحركة تشهد «نقاشاً ساخناً» بشأن الموقف من الحوار والمصالحة. وأكد المصدر أن النقاش داخل «حماس» يشهد «احتقاناً وشعوراً بالغضب» من موقف الرئيس محمود عباس، غير أنه «لم يتم التوصل بعد إلى موقف نهائي من الحوار والمصالحة». وكشف المصدر أن «قيادة الحركة في غزة قررت فور فضيحة غولدستون عدم رغبتها في المصالحة والحوار مع من ارتكب هذه الجريمة بحق دماء الشهداء»، فيما لا يزال النقاش مستمراً للوصول إلى موقف إجماع من قيادة الحركة في الداخل والخارج والسجون.
في غضون ذلك، قال المتحدث باسم «حماس» فوزي برهوم، إن توجه الحركة لتأجيل موعد توقيع اتفاق المصالحة جاء «من أجل مصلحة الحوار وتحقيق مبدأ المصالحة والدفع باتجاه ضرورة إنجاح الجهد المصري وصون هذا الاتفاق من الفشل». وأضاف «أن فضيحة أبو مازن سمَّمت هذه الأجواء وأوجدت سخطاً وغضباً فلسطينياً، ما جعل هذه الأجواء غير ملائمة حالياً لهذا التوقيع».
وقبل تأكيد برهوم، نفت حركة «حماس» أن تكون قد طلبت من مصر ‏تأجيل توقيع اتفاق المصالحة. ونقلت صحيفة «الأهرام» المصرية أمس عن عضو المكتب السياسي لحركة «حماس»،‏ محمود الزهار، قوله‏ إن «الحركة متمسكة بالمصالحة‏، حتى لو صدر قرار بتأجيل موعد التوقيع عليها لأن الأجواء غير ملائمة لذلك الآن، في ظل تبادل الاتهامات بسبب تقرير غولدستون».‏
لكن المتحدث باسم «حماس»، سامي أبو زهري، أكد أن الحركة ناقشت مع مصر تأجيل المصالحة بسبب «غولدستون»، لكن الأمر لم يحسم بعد ولا تزال المشاورات جارية.
في المقابل، نعى الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي، رمضان شلح، في تصريحات في الدوحة أول من أمس، الصيغة المتفق عليها لمصالحة الفصائل الفلسطينية في القاهرة، ملمّحاً إلى احتمال تأجيل اللقاء في العاصمة المصرية. وقال إن «مبدأ المصالحة قائم، لكن التراجع بالنسبة إلى التوقيت وارد». وأضاف «ننعى الصيغة السابقة للمصالحة ولا ننعى المصالحة كمبدأ نصرّ عليه وطريق لتحقيق الوحدة الفلسطينية».
واتهم شلح الرئيس الفلسطيني بنسف كل جهود المصالحة بسبب موقفه من تقرير «غولدستون». ورأى أن «الذي اتخذ هذا القرار ليس من عامة الشعب الفلسطيني ولا يصلح لأن يكون وليّاً للدم الفلسطيني، ولو كنت مكانه لغادرت موقعي غداً وعدت إلى بيتي».
أما من ناحية «فتح»، فقد أعلن عضو اللجنة المركزية للحركة، جبريل الرجوب، في مؤتمر صحافي في رام الله، أنه «بالرغم من كل حملات التحريض التي تشن ضد الرئيس الفلسطيني محمود عباس... إلا أن حركة فتح مصرة على توقيع اتفاق المصالحة نهاية الشهر الجاري». وأشار إلى أن القاهرة لم تبلغ حركته حتى الآن بأي تأجيل لموعد توقيع المصالحة. وشدد على أهمية تحقيق الوحدة من أجل الدفاع عن الممارسات والانتهاكات الإسرائيلية المستمرة.
بدوره، اتهم القيادي في «فتح»، محمد دحلان، «حماس» باستغلال موضوع تقرير غولدستون لتقويض النظام السياسي الفلسطيني وتدمير الشرعية الفلسطينية بالهجوم على عباس.
من جهتها، رفضت الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين تأجيل موعد عقد الحوار، ورأت أن «التأجيل تكريس لاستمرار الانقسام وصوملة الحال الفلسطينية، وتعميق الصراع على السلطة والنفوذ بين فتح وحماس».