يطمح العونيون إلى تصويب صورتهم في ما يتعلق بالفلسطينيين بعد التوترات التي عصفت بالعلاقة بين الطرفين، بسبب دعوى العماد عون. وأول الغيث إعلان التيّار مشاركته في تحرّك «البارد الآن»، اليوم، في ساحة الشهداء
عبد الكافي الصمد ــ راجانا حمية
هي المرّة الأولى التي يُعلن فيها التيّار الوطني الحر مشاركته في تحرّك فلسطيني لدعم إعادة إعمار مخيم البارد، المتوقف بسبب دعوى العماد عون أمام مجلس شورى الدولة لوقف طمر الآثار التي وجدت هناك. هي المرّة الأولى أيضاً التي تصل فيها احتجاجات أهالي البارد على إيقاف عملية إعادة الإعمار إلى ذروتها، من خلال تحرّك اليوم الذي دعت إليه هيئة المناصرة الأهلية لنهر البارد، تحت شعار «في البارد بيتي، الإعمار الآن»، والذي سبقه نداء «إعمار البارد الآن» الذي أطلقته اللجنة الفلسطينة العليا لمتابعة إعادة إعمار المخيم.
تأتي مشاركة التيار، التي وصفها عضو لجنة الحوار مالك أبي نادر بـ«الرمزية»، لتأكيد موقف التيار وجنراله «المؤيّد لإعادة إعمار المخيم وعودة أهله إليه». وكان قد سبق هذا الإعلان موقف آخر أطلقه موفدو الجنرال في لقاء الأسبوع الماضي مع الفصائل الفلسطينية، وأبدوا من خلاله استعدادهم لإطلاق «بيانٍ مشترك يؤكد التزام التيار بإعادة إعمار البارد».
على الرغم من هذه المواقف الإيجابية التي يطلقها التيار، إلا أن أبي نادر يتخوف من «أن ينحرف البعض في تحرك اليوم عن المسار العام»، فينال «المشاركون الجدد» نصيباً من هجوم يفترضه للمتظاهرين على معرقلي الإعمار. غير أنّ خوفه لن «يكون في مكانه»، كما قال لـ«الأخبار» مسؤول ملف إعادة إعمار مخيّم نهر البارد مروان عبد العال، الذي أكد أن «التحرك لن يكون موجّهاً ضد أحد»، لافتاً إلى أن نداء البارد الذي أطلقته لجنة المتابعة، أمس، في مخيم البارد يتمحور حول 3 أهداف. الأول هو «لحضّ الحكومة على الإيفاء بتعهداتها في إعادة الإعمار، وفق معايير الحفاظ على هوية المخيم والمكان، والمطالبة بتذليل كل العقبات السياسية والقانونية والإدارية». أما الهدف الثاني، فهو «صرخة نطلقها للفت النظر إلى الأسس التي يبنى عليها الشكل الجديد والنموذج المثالي في العلاقات الأخوية بين الدولة المضيفة والفلسطيني الضيف». وأخيراً، تطلق «الوفود اليوم نداءً إلى كل الهيئات الدولية التي دعمت واجب إعادة إعمار المخيم، وعلى رأسها وكالة الأونروا، لمواصلة دورها وتطوير أدائها وتحسين خدماتها تجاه أهلنا في نهر البارد». وفي الختام، يؤكّد عبد العال «أن تحرّك اليوم ليس مرتجلاً، وهو يعلن نقطة البداية في سلسلة تحركات مقبلة».
على صعيدٍ آخر، وفي خطوة تعكس قدراً من التفاؤل باحتمال خروج مجلس شورى الدولة، الأسبوع المقبل، بقرار ينهي الجدل الدائر بشأن مصير آثار مدينة أرتوزيا المكتشفة تحت ركام البارد القديم، باشرت شركة «الجهاد» المتعهّدة إعادة الإعمار تجهيز مكاتب المشرفين على موقع العمل بالمعدات اللازمة. ويتزامن هذا الحدث مع تكثيف الجهود التي يقوم بها المهندسون لاستكمال الدراسات المتعلّقة بالإعمار.
في موازاة ذلك، شارفت الدوائر الهندسية في وكالة «الأونروا» على الانتهاء من إعداد التصاميم الأوّلية للرزمة الرابعة في الجزء القديم من المخيم، إذ من المفترض أن تقدّمها إلى الحكومة اللبنانية في غضون الأيام المقبلة، بعد أن تكون مجموعة من العائلات قد اطّلعت على تصاميم منازلها الجديدة. وكانت الأونروا قد سلّمت الحكومة المخطط التوجيهي لمجمعها، والتصميم النهائي لمدرستين فيه. وأشارت إلى أن هاتين المدرستين ستكونان «أول العنقود في المجمع»، بعد موافقة الحكومة المقبلة وموافقة الجهات المختصة على التصاميم التفصيلية.


أحوال البارد الجديد

تتهيّأ وكالة الأونروا، أواخر الشهر الجاري، لنقل عائلات من البرايمات المتخمة إلى منازل مرمّمة في العقار 755 في البارد الجديد، على أن تعطى الأولوية للعائلات الكبيرة التي تضم مسنّين ومعوّقين.
كذلك تبدأ الأونروا، مطلع الأسبوع المقبل، بتركيب 218 لوحاً للطاقة الشمسية في العقار 385، بتمويل من مكتب المساعدات الإنسانية في الاتحاد الأوروبي. وتأتي هذه الخطوة ضمن برنامج الإغاثة والنهوض المبكر الذي تتوخى من خلاله الأونروا توفير مياه ساخنة للسكان خلال فصل الشتاء.