محمد بديرخطت أنقرة خطوة إضافية باتجاه ما عدّه معلقون إسرائيليون «تبريداً منهجياً» في علاقاتها مع تل أبيب، عبر قرارها استبعاد سلاح الجو الإسرائيلي عن المشاركة في مناورات «النسر الأناضولي» الدولية، ما أدى إلى تأجيلها إلى أجل غير مسمى.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أن التدريبات، التي كانت ستجري في تركيا من 12 إلى 23 من الشهر الجاري، أُرجئت حتى إشعار آخر إثر قرار تركيا تعديل لائحة المشاركين واستثناء إسرائيل منها.
وأثار القرار التركي موجة من الانتقادات في إسرائيل، رغم أن المسؤولين في الدولة العبرية حرصوا على تلطيفها خشية دفع أنقرة إلى رد فعل أكثر حدة. ورأى نائب وزير الخارجية الإٍسرائيلي، داني أيالون، إن الخطوة التي اتخذتها أنقرة تمثّل «ضربة لمصالح حلف الأطلسي والمصالح الأوروبية والأميركية»، مشيراً إلى أن تل أبيب تفضّل التفاهم مع الولايات المتحدة ودول أخرى في حلف شماليّ الأطلسي بشأن القرار التركي. وقلّل من الآثار المحتملة للقرار على العلاقات السياسية بين تل أبيب وأنقرة، لافتاً إلى أن «تركيا كانت وستبقى عنصراً استراتيجياً مهماً في الشرق الأوسط، وما من شك في أن علاقاتها مع إسرائيل تخدم المنطقة بأسرها».
مواقف غير رسمية رأت في القرار خطوة أخرى في مسار تباعد أنقرة عن إسرائيل
إلا أن الغضب الإسرائيلي ظهر في مواقف غير رسمية رأت في القرار التركي خطوة أخرى في مسار تباعد أنقرة، بزعامة حزب «العدالة والتنمية»، عن إسرائيل في إطار سياسة شرق أوسطية جديدة تفضّل بناء تحالفات مع الجيران الأكثر قرباً كسوريا وإيران والعراق. ووصل مستوى السخط الإسرائيلي إلى حد دعوة مسؤولين في المؤسسة الأمنية القيادة السياسية إلى إعادة النظر في العلاقات مع أنقرة. ونقلت «يديعوت أحرونوت» عن أحد هؤلاء قوله: «ينبغي الكفّ عن تلقي الإملاءات والإهانات من جانب تركيا، فليس هم فقط لديهم كبرياء. لا يحتمل أن يتعرضوا لنا في كل مناسبة ونواصل نحن الصمت بسبب شبكة العلاقات الحساسة. هذه دولة مهمة لنا، لكن هناك حدود أيضاً للثمن الذي يمكن إسرائيل أن تدفعه كي تحافظ على علاقاتها معها».
ورأى معلقون إسرائيليون أن قرار استبعاد سلاح الجو الإسرائيلي عن المناورة ينضم إلى خطوات أخرى قام بها الأتراك أخيراً، منها التضييق على شركات التصنيع الحربي الإسرائيلية وتقليص حجم صادراتها إلى تركيا.
وشهدت العلاقات التركية ـــــ الإسرائيلية تدهوراً سريعاً منذ عدوان «الرصاص المصهور» على غزة. وبحسب الرواية الإسرائيلية، فإن القرار الذي اتخذه رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، بإلغاء مشاركة إسرائيل في مناورة «النسر الأناضولي» جاء انسجاماً مع الضغط الذي مارسته الصحافة التركية، التي رأت أنه لا يمكن مقاتلات شاركت في العدوان المشاركة في هذه المناورة.