بغداد ــ الأخبارشهد العراق، أمس، مقتل أكبر عدد من العراقيين منذ فترة الهدوء النسبي التي تلت تفجيرات «الأربعاء الدامي». فقد أدّى انفجار سيارتين مفخّختين قرب مديرية شرطة محافظة الأنبار في مدينة الرمادي، إلى مصرع 25 شخصاً وإصابة 50 آخرين. ويُخشى أن تكون عودة موجات العنف مرتبطة بقرب الاستحقاق الانتخابي المقرّر في كانون الثاني المقبل.
في هذا الوقت، بدا كأنّ ملف الأزمة الدبلوماسية العراقية ـــــ السورية قد عاد إلى تصدّر المشهد؛ فقد أعلن عضو لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب العراقي سامي العسكري أن «هناك تحركاً داخل مجلس الأمن لتعيين ممثل للأمين العام للأمم المتحدة، يقوم بمهمة التحقيق في قضية تفجيرات الأربعاء الدامي، كون المحكمة الدولية لا بد أن تكون مبنية على تحقيقات».
وقال العسكري إن تعيين محقّق دولي في مهمة عراقية لتقصّي الحقائق «عن تورّط مجموعات إرهابية تعمل من سوريا، يُعدّ خطوة كبيرة ونجاحاً للعراق في مسعاه للحد من عمل هذه المجموعات». وحذّر من أن «تردّد الإدارة الأميركية في دعم الموقف العراقي بهذا الخصوص، كان يمثل خرقاً للاتفاقية الأمنية الموقّعة بين الطرفين لأنها تفرض على الولايات المتحدة دعم ديموقراطية العراق وتثبيت الأمن فيه».
وعلى صعيد التحضيرات للانتخابات، أعلنت رئاسة مجلس النواب سعيها لحسم مشروع تعديل قانون الانتخابات خلال الأيام العشرة المقبلة، بهدف إجراء الاستحقاق في موعده. وأشار مصدر مقرّب من رئاسة البرلمان إلى وجود رغبة لدى عدد من الكتل للجوء إلى التصويت السرّي، سواء الإلكتروني أو عبر الأوراق، لحسم الموقف بشأن التعديلات المقترحة لقانون الانتخابات، لافتاً إلى أن خمس قوى

نحو تعيين محقّق دولي لتقصّي الحقائق في تفجيرات «الأربعاء الدامي»
نيابية أيدت تطبيق القائمة المفتوحة، فيما رفضها عدد مشابه.
وبالتزامن مع ذلك، جدّد المرجع الديني علي السيستاني التشديد على ضرورة أن تكون مشاركة الشعب العراقي في الانتخابات البرلمانية المقبلة واسعة، معرباً عن اهتمام خاص بالخدمات والشؤون التفصيلية للمواطنين العراقيين، فضلاً عن الملفات المتعلقة بأوضاعهم الحياتية والمعيشية، وفق ما نقل عنه نائب الرئيس عادل عبد المهدي.
وتجاوباً مع التزام السيستاني بمطلب القائمة المفتوحة، شهدت بغداد والعمارة والبصرة، أول من أمس، تظاهرات تطالب باعتماد هذه القائمة مع الدوائر الانتخابية المتعدّدة في قانون الانتخابات المختلف عليه.
وفي السياق، أكدت النائبة عن القائمة الوطنية العراقية، التي يتزعمها رئيس الوزراء الأسبق أياد علاوي، أن القائمة الجديدة التي سيعلن عنها قريباً تضمّ شخصيات معروفة، بينهم لاعب كرة القدم العراقي أحمد راضي، وحسين سعيد وهو أحد أبرز قادة اتحاد كرة القدم في العراق، والكاتب حسن العلوي.
كردياً، حسمت كتلة التحالف الكردستاني أمرها لجهة تأييد القائمة المغلقة والدائرة الانتخابية الواحدة في انتخابات 16 كانون الثاني لتكون أول كتلة برلمانية سياسية تعلن هذه الرغبة علناً حتى الآن.
إلى ذلك، كشف النائب عن التحالف الكردستاني محمود عثمان أن برهم صالح، المكلف بتأليف حكومة إقليم كردستان، قرّر الإشراف شخصياً على التنسيق والتعاون مع الحكومة المركزية، من أجل حل القضايا العالقة بين الطرفين، علماً بأن صالح كان يشغل منصب نائب رئيس الحكومة المركزية.