أغلقت السلطات اليمنية أمس المستشفى الإيراني في صنعاء بعد اتهامه بمحاولة دعم الحوثيين الذين تخوض معهم قتالاً شرساً منذ أكثر من شهرين، فيما وجّه رئيس اليمن الجنوبي السابق، علي سالم البيض، رسالة لأبناء الجنوب في الذكرى السادسة والاربعين لاندلاع «ثورة 14 تشرين الأول»، تعهد فيها بعدم التراجع «عن هدف تحقيق الاستقلال الثاني». في هذا الوقت، شهدت الحدود اليمنية ـــــ السعودية اشتباكاً بين مجموعة «مشبوهة أمنياً» ورجال أمن سعوديين، أدّت إلى قتل مسلحين من المجموعة فضلاً عن إصابة عدد آخر واعتقال أحدهم. وقال مصدر مطلع، رداً على سؤال عما إذا كان المسلحون من تنظيم «القاعدة» أم من المهربين، «إن الجناة هم من المشبوهين أمنياً». وأوضح أن «أحدهم أطلق النار باتجاه رجال الأمن في المركز الأمني عندما طلبوا منهم أن يتوقفوا». وفي وقت لاحق، قال المتحدث باسم وزارة الداخلية السعودية اللواء منصور بن سلطان التركي، في بيان، إن اشتباكاً وقع بين قوات الأمن السعودية وعناصر من تنظيم «القاعدة» مدجّجين بالذخائر، تخفّى بعضهم بملابس نسائية وارتدى اثنان منهم أحزمة ناسفة، على إحدى نقاط التفتيش على الحدود مع اليمن، موضحاً

استعدادات في الجنوب لإحياء ذكرى 14 تشرين والبيض يتعهّد بتحقيق «الاستقلال الثاني»
أن تبادل إطلاق النار أدّى إلى مقتل ثلاثة أشخاص، بينهم اثنان من عناصر التنظيم، فيما أُصيب جندي سعودي بجروح.
وبرّرت السلطات اليمنية قرار إغلاق المستشفى الإيراني بتأخر إدارته عن دفع إيجار المبنى الذي يشغله، والبالغ نحو 28 مليون ريال يمني. لكن مصدراً يمنياً، طلب عدم الكشف عن اسمه، اتهم الموظفين في المستشفى بالتجسّس لمصلحة الحوثيين، وخصوصاً أن المبنى يشرف على باحة جهاز الأمن السياسي.
في هذه الأثناء، دعت لجنة أمنية يمنية أمس النازحين من محافظتي صعدة وعمران إلى التوجه إلى مخيّمات أعدتها عبر ممرات آمنة وفّرتها لهم، في الوقت الذي حذرت فيه مفوضية الأمم المتحدة من تدهور خطير لأوضاع النازحين لعدم توفير الاحتياجات الأساسية لهم.
إلى ذلك، تجري استعدادات كبيرة في جنوب اليمن للاحتفال بذكرى ثورة 14 تشرين الأول عام 1969 والاستقلال عن الاستعمار البريطاني، حيث ستلقى كلمة للبيض الذي بعث أمس برسالة للجنوبيين تحدث فيها عن تعرّضهم لمحاولات «مسح هوية وطمس تاريخنا». وقال إن «شعبنا الذي طرد واحدة من أعتى الامبراطوريات في الكون يرزح اليوم تحت الاحتلال من جديد». وأضاف «إنه احتلال من نوع مختلف، بعيد عن مفاهيم العصر وقوانينه»، في إشارة إلى نظام صنعاء الذي اتهمه بـ«الانقلاب على مشروع الشراكة الوحدوية». ودعا أبناء الجنوب إلى الوقوف دقيقة صمت على «أرواح شهداء ثورة تشرين الأول».
(الأخبار، أ ف ب، يو بي آي)