strong>عباس يجدّد هجومه على «حماس»: تختلق الذرائع للتهرب من الاتفاقآمال المصالحة الفلسطينية لا تنفك تتبخّر، ولا سيما بعد الخطاب الناري للرئيس الفلسطيني محمود عباس ضد «حماس»، والهجوم الذي شنّته الأخيرة على القاهرة على خلفية مقتل أحد أعضائها في السجون المصريّة «تحت التعذيب»، إضافةً إلى ما تسرّب عن رفض أميركي لإنهاء الانقسام الفلسطينيّ

غزة ــ قيس صفدي
شنّ الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، أمس هجوماً لاذعاً على حركة «حماس»، مجدّداً اتهامها «بتعطيل التوصل إلى اتفاق وطني ينهي الانقسام، مستخدمةً في ذلك مختلف الذرائع ومنها تقرير غولدستون».
وقال عباس، في كلمة في الجامعة العربية الأميركية في جنين بالضفة الغربية، «إن حماس تختلق الذرائع للتهرّب من اتفاق المصالحة لأنها مرتاحة في إمارتها الظلامية». وشدّد على رفضه استخدام القوة في إنهاء ما وصفه بـ«انقلاب» حركة «حماس» في غزة. وجدد عبّاس دعوته «حماس» إلى الاحتكام للانتخابات بغية إنهاء الانقسام والأزمة الداخلية. واتهم قادتها بالهرب إلى سيناء المصرية في سيارات الإسعاف أثناء الحرب على غزّة، محمّلاً إياها المسؤولية عن وقوع الحرب الإسرائيلية على القطاع، قائلاً «قبل العدوان على غزة بأسبوع اتصلنا بقيادة حماس من أجل تمديد الهدنة».
وفي شأن تقرير غولدستون، أشار عباس إلى أن «القضية اليوم موجودة لدى مجلس حقوق الإنسان، وستناقش وترسل بعد ذلك إلى الهيئات الدولية». وقال: «قدمنا مشروعاً وطنياً في جنيف لم تقبله الدول العظمى، ولم يكن بالإمكان الحصول على تأييد له، فكان الحل الأمثل ليس سحب القضية الموجودة في مجلس حقوق الإنسان بل تأجيلها».
في المقابل، رأى المتحدث باسم «حماس»، فوزي برهوم، أن ما صرح به عباس «يؤكد بلا شك أنه متورط شخصيّاً في فضيحة غولدستون»، مشيراً إلى أنه «يسعى إلى حرف مسار الإعلام والرأي العام العالمي من خلال الهجوم على حماس». ووصف تصريحات أبو مازن بأنها «غوغائية هابطة». وفي سياق تداعيات حرب الاتهامات المتبادلة على المصالحة، قال عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» محمد دحلان: «إن فتح قدّمت عرضاً للرئيس عباس بأن تجري الانتخابات التشريعية والرئاسية في 25 كانون ثاني المقبل إذا لم تفلح المصالحة المقررة في 25 الجاري».
«حماس» تتهم السلطات المصرية بتعذيب شقيق سامي أبو زهري حتى الموت
وشنّ دحلان، في مؤتمر صحافي مشترك عقده في رام الله برفقة أمين سر اللجنة التنفيذية ياسر عبد ربه، هجوماً عنيفاً على حركة «حماس»، التي اتهمها باستغلال تقرير غولدستون لتعطيل المصالحة الوطنية. وقال «إن حماس لديها هدف واحد وهو الخلاص من قيادة فتح والرئيس عباس»، مشيراً إلى أنها تريد «إعدام الرئيس عباس سياسياً أو جسدياً».
واتهم دحلان وعبد ربه وسائل إعلام، بينها قناة «الجزيرة» الفضائية، ودولاً عربية وغير عربية، بالضلوع في الحملة ضد القيادة الفلسطينية، والإعداد لها قبل تأجيل تقرير غولدستون.
وفي السياق، قال القيادي في حركة «حماس» صلاح البردويل إن «حماس» سترد خلال ساعات على العرض المصري الأخير، مؤكداً حرصها على إنهاء الانقسام على أسس وطنية. ووصف الورقة المصرية بأنها «كاملة، وهي عبارة عن تحصيل لجملة من الاتفاقات التي توصّلت إليها اللجان في القاهرة أو من خلال التوافقات في اللجان في ما بعد»، موضحاً أن «هناك مراجعة من جانب اللجان المختصة لما جرى الاتفاق عليه، ومطابقته للورقة، وأعتقد أن ذلك سيجري خلال فترة قصيرة جداً».
وذكرت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، أمس، أن الولايات المتحدة مررت رسالة إلى مصر قالت فيها إنها تتحفّظ على توقيع اتفاق المصالحة الفلسطينية بصيغته وتوقيته الحاليّين. وأضافت إن المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل التقى وزير الاستخبارات المصرية عمر سليمان، وأبلغه أن «واشنطن لن تؤيد اتفاق المصالحة الذي لا يتلاءم مع شروط الرباعية الدولية». وأضافت إن «ميتشل وصف اتفاق المصالحة الفلسطيني بأنه سيّئ، وبأن توقيعه الآن سيمسّ باحتمالات استئناف المفاوضات».
‏إلى ذلك، اتهمت حركة «حماس» السلطات المصرية بتعذيب يوسف أبو زهري، شقيق المتحدث باسمها سامي أبو زهري في السجون المصرية حتى الموت. وطالبت القيادة المصرية بفتح تحقيق جديّ في وفاته. وأكد سامي أبو زهري أن شقيقه يوسف «تعرض للتعذيب الشديد بهدف انتزاع اعتراف منه عني، وقد التقيت بعض الشبان الذين أكدوا لي أنه فقد بصره تقريباً». وقال إن شقيقه نُقل إلى مستشفى جامعة الإسكندرية «بعد إصابته بنزف حاد، إلا أن السلطات المصرية أعادته إلى السجن وهو في حال خطيرة جداً دون علاجه».


لمّح عبد ربه إلى أن حركة «حماس» تعمل لحساب أجندات عربية وإقليمية في قطر وسوريا وإيران على حساب القضية الوطنية، لافتاً إلى أن «قيادة حماس حقّقت ثراءً فاحشاً مستفيدة من الفصل السياسي والجغرافي في الساحة الفلسطينية». وعبّر عبد ربه عن موافقة القيادة الفلسطينية على كل ما جاء في تقرير غولدستون، بما في ذلك ما يتعلّق بالسلطة الفلسطينية وحركة «حماس».