جدّد الرئيس اليمني علي عبد الله صالح، أمس، تعهده سحق المتمرّدين الحوثيّين، مشيراً إلى أن «النصر» آتٍ، وموضحاً أن القوات المسلحة «تحقّق انتصارات عظيمة وغير معلنة». وقال صالح، في كلمة ألقاها في الحفل الخطابي لمناسبة الذكرى الـ 46 لثورة الرابع عشر من تشرين الأول ضد البريطانيين، «فُرضت الحرب على الدولة، حيث هاجموا المديريات، واعتدوا على النقاط، وقطعوا الطرق، وقتلوا الشيوخ، وشرّدوا النساء في محافظة صعدة». وأضاف «لتأتي قوى التخلّف الحوثية في صعدة، وترفض الانصياع للحق، وتستمر في ما هي عليه من مهاجمة للمواقع والمديريات ومراكز الشرطة والأمن، ليزعموا أنهم يدافعون عن أنفسهم، وأن الحرب مفروضة عليهم».ولم يُخفِ صالح الأزمات التي يعانيها اليمن، قائلاً «قد توجد اختلالات، وأي شيء عظيم لا بدّ أن ترافقه أشياء سلبية، ولكن هل نستمر في السلبيات أم نعالجها»، معتبراً أن المعالجة «ليست من رئيس الدولة أو الحكومة فقط بل من كل أبناء الوطن عبر مؤسسات برلمانية شوروية حكومية، ومنظمات مجتمع مدني وسلطة محلية». وتحدث صالح عن استعداده للحوار، قائلاً «نتحمّل كامل المسؤولية ولا نحمّلها لأحد». وأضاف «من لديه رؤية فعليه أن يقدّم الحلول، ونحن على استعداد لمناقشتها وأخذ ما هو إيجابي بعين الاعتبار».
وجدّد صالح تأكيد دفعه في اتجاه مزيد من اللامركزية، وتعزيز صلاحيات السلطات المحلية في جميع أنحاء البلاد، كما أشار إلى اقتراب إجراء تعديل دستوري، داعياً «كل المواطنين إلى أن يتحمّلوا مسؤولياتهم نحو بناء الوطن وأمنه واستقراره».

آلاف يتظاهرون في لحج رافعين شعارات الانفصال وفكّ الارتباط
في هذه الأثناء، شهدت محافظات لحج وردفان والضالع الجنوبية مهرجانات حاشدة للاحتفال بالذكرى، وسط إجراءات أمنية مشدّدة اتخذتها السلطات اليمنية. وشارك في المهرجان، الذي نظّم في لحج، عدد من قادة الحراك الجنوبي، وتخلّلته أيضاً كلمة عبر الهاتف لرئيس اليمن الجنوبي السابق علي سالم البيض، حثّ خلالها أولئك الذين لم يلتحقوا بالثورة السلمية على أن يلتحقوا بها. وأكد عدم التراجع عن «هدف تحقيق استقلالنا الثاني مهما كلّف ذلك من تضحيات، ومهما طال الوقت».
وذكر شاهد عيان أن المتحدثين في المهرجان «انتقدوا سياسات الحكومة تجاه مناطقهم، ورفعوا شعارات تطالب بالانفصال وفك الارتباط، ورفعوا علم اليمن الجنوبي السابق» الذي كان دولة مستقلة قبل 1990.
من جهتهم، أعلن المتمردون الحوثيّون أمس استعدادهم لفتح ممرات إنسانية لإغاثة النازحين استجابة لدعوات أطلقتها الأمم المتحدة، دعت فيها أطراف القتال إلى حماية المدنيّين، وضمان وصول المساعدات إليهم.
(الأخبار، أ ف ب، يو بي آي، رويترز)