غصن: عودة عمّالنا بسبب الأزمة العالمية تزيد نسب البطالة
قال نائب رئيس مجلس إدارة منظمة العمل العربية، سعيد حمادة، إن الأجور هي المحرك الأساسي لدورات الاقتصاد إنتاجاً واستهلاكاً، وبدونها ليس هناك تنمية أو تقدّم للشعوب. كلام حمادة جاء خلال افتتاح أعمال ندوة تنظّمها منظمة العمل العربية، بالتعاون مع الاتحاد العمالي العام، وبالنيابة عن المدير العام للمنظمة أحمد محمد لقمان، بعنوان «الأجور وحمايتها ودورها في تحقيق السلم الاجتماعي»، في فندق «ميديترانيه»، فأوضح أن الأجور هي العنصر الأساسي والجوهري لعقد العمل الفردي، «وهي المحرّك الأساسي للمفاوضات وعقود العمل الجماعية، وحولها يدور التفاهم وتبنى قواعد الثقة في علاقات العمل»، مشيراً أيضاً إلى أنها «الجدار الاستنادي الذي يُبنى على أحد جانبيه قانون العمل، وعلى الآخر قانون الضمان الاجتماعي».
وللأجر دور في تحقيق متطلبات الحياة المعيشية والتطور الاقتصادي والاجتماعي للفرد والأمة، ولهذا السبب يقول حمادة إن الأمم عبّرت عن اهتمامها بهذا الواقع في تشريعاتها الوطنية والمنظّمات الدولية من خلال معايير العمل لتحديد مفهوم الأجر وحمايته وتقويمه وفلسفته والوظائف التي يؤديها للعامل وصاحب العمل
والدولة.
ويوضح حمادة بأن معايير العمل العربية حرصت على الحوار الاجتماعي في تحديد الأجر، سواء في حدّه الأدنى من خلال لجان ثلاثيّة التمثيل أو مستوياته «من خلال المفاوضة الجماعية التي يملك فيها طرفا الإنتاج توازن القوى من خلال منظمات كل منهما»، كما بذلت «المنظمة جهداً كبيراً ومتواصلاً لإعداد كوادر وقيادات هذه المنظمات لتوفير فرص العمل للشباب ودفع عجلة الإنتاج والتنمية».
وكان رئيس الاتحاد العمالي العام في لبنان، غسان غصن، قد افتتح الندوة، مشيراً إلى أن هذه الندوة تنعقد في لبنان تحت ظل الأزمة المالية الاقتصادية العالمية التي امتدت لتطال العالم وهي الأكبر منذ الأزمة التي عرفها العالم عام 1929، موضحاً بأنه لا بد من «التوقف عند نظامنا المالي الذي فرضته الرأسمالية لعقود، ومن نتائجها تفضيل المال على الإنسان ورفع مستوى السوق على البعد الاجتماعي، فحصل هذا الانهيار الكبير».
ولفت إلى هجرة «عمالنا إلى دول تستورد عمالة، ولكنها اليوم بدأت تشعر فعلاً بأخطار الأزمة العالمية، وبدأ كثيرون يعودون إلى بلادهم، وهذا ما زاد من البطالة في مجتمعاتنا».
من هنا تأتي أهمية الندوة، يقول غصن. فهي تناقش المعطيات والمراحل والقرارات التي «توفر العمل اللائق في مقابل أجر عادل»، وهذا الأمر مطروح للنقاش، إذ إن الندوة تطرقت في جلستَي أمس إلى مفهوم الأجر وحمايته ومكانته في المعايير والتشريعات الوطنية والوظيفة الاجتماعية التي يؤديها...
ويعتقد غصن أنه يجب «بيان دور أطراف الإنتاج الثلاثة في النهوض بالأجور وحمايتها وتأكيد الدور الاقتصادي والاجتماعي لها، والاستماع الى تجارب البلاد العربية في هذا المجال».
وقد شارك في الافتتاح ممثل وزارة العمل المدير العام عبد الله رزوق، مدير إدارة الحماية الاجتماعية في المنظمة الدكتور خليل أبو خرمة والمستشار عدنان أبو ضاهر وممثلون لـ 19 دولة عربية، وتضم الندوة أربع جلسات عمل حول الأجور وتختتم أعمالها اليوم.
ويشارك في هذه الندوة أعضاء لجنة الخبراء القانونيين والمسؤولين عن معايير العمل في عدد من وزارات العمل في الدول العربية، ولا سيما أن غالبية الموضوعات التي صدرت بها معايير العمل ترتبط ارتباطا وثيقا بالأجر وتؤثر به وتتأثر به، وتتضمن اوراق عمل في مفهوم الاجر وعن دور اطراف الانتاج الثلاثة في النهوض بالاجور وحمايتها وتأكيد الدور الاقتصادي والاجتماعي لها.
(الأخبار)