strong>«حماس» تستمهل القاهرة... ودحلان يحذّرها من «شرّ» عرقلة المصالحةمع انتهاء المهلة التي حددتها القاهرة لحركة «حماس» لإعلان ردّها على الورقة المصرية، لم يصدر إعلان صريح وواضح عن الحركة الإسلامية، رغم أنها شاركت في اجتماع الفصائل الفلسطينية في دمشق، الذي أعلن رفض التوقيع. إعلان لم تتبنّه «حماس» فردياً، بل اكتفت بالمطالبة بمهلة إضافيّة

غزّة ــ قيس صفدي
أعلنت ثمانية فصائل فلسطينية تتّخذ من دمشق مقراً لها، بينها «حماس» والجهاد الإسلامي، رفضها الورقة المصرية، ما عُدّ ردّاً غير مباشر من الحركة الإسلامية، التي حاولت إبقاء غموض موقفها، مشيرة إلى أنها طالبت القاهرة بمهلة ثلاثة أيام إضافية للرد، فيما اتّخذت «فتح» من بيان الفصائل الثمانية ذريعة لمهاجمة «حماس»، وتحذيرها من مغبّة إفشال المصالحة.
وأعلن المتحدث باسم حكومة «حماس» المقالة في قطاع غزة طاهر النونو أن «حركته طلبت رسمياً من مصر إمهالها يومين إلى ثلاثة لاستكمال مشاوراتها الداخلية».
بدوره، قال القيادي في الحركة، إسماعيل رضوان، إن «حماس معنية باستمرار الحوارات لاختيار أفضل الأوقات لتوقيع اتفاق المصالحة»، واصفاً الاتهامات التي تتعرض لها حركته بأنها «باطلة»، ومتهماً «فتح بتأجيل الحوار أكثر من مرة». وأكد أن «حماس لا تتهرب من مصالح شعبها، لكن فتح تتغاضى عن الواقع الملتهب في الشارع جراء جريمة سحب التصويت على تقرير غولدستون».
مطالبة «حماس» جاءت في أعقاب بيان فصائل دمشق الثمانية، بينها «حماس» وحركة الجهاد الإسلامي، الذي أعلن رفض التوقيع «على الورقة المصرية للمصالحة، ما لم تتضمن الحقوق الوطنية وضمان حق المقاومة». وقال أمين سر لجنة المتابعة العليا للمؤتمر الفلسطيني خالد عبد المجيد إن «الفصائل الفلسطينية طالبت القيادة المصرية بأن تتضمن الرؤية المصرية الحقوق والثوابت الوطنية الفلسطينية وحق مقاومة الاحتلال الصهيوني»، مؤكداً ضرورة أن تتضمن «القدس وما تتعرض له المدينة المقدسة من تهويد وعدوان مستمر وحق العودة للاجئين الفلسطينيين من ديارهم وممتلكاتهم التي شردوا منها».
في هذا الوقت، وصل ممثل حركة «فتح» في حوار المصالحة الفلسطينية، عزام الأحمد، إلى القاهرة لتسليم المسؤولين المصريين وثيقة المصالحة الفلسطينية مذيّلة بتوقيع حركته. وطالب «حماس بعدم عرقلة الجهود المصرية للمصالحة، والتوقف عن اختلاق الذرائع والحجج لعرقلة جهود المصالحة»، قائلاً إن «فتح وافقت على وثيقة المصالحة التي اقترحتها مصر».
أما عضو اللجنة المركزية لـ«فتح» محمد دحلان، فتولى شنّ الهجوم الأعنف على «حماس»، وقال إنها «لا تريد المصالحة، بل اتفاقاً يضمن لها مصالحها وسيطرتها على السلطة ومنظمة التحرير الفلسطينية»، وحذرها من تداعيات رفضها للاتفاق والمصالحة، معلناً أنها «لن تسلم من شر ذلك». وأشار إلى أن «فتح درست الورقة المصرية طويلاً، ووافقت عليها، رغم أن الورقة من بابها إلى محرابها فيها ظلم لفتح».
وفي ما يتعلق بموقف «حماس» من تقرير «غولدستون»، أشار دحلان إلى أن «مصالحها وسياستها تلتقي مع مصالح الاحتلال الإسرائيلي»، متحدياً الحركة الإسلامية بأن تكون قد قرأت التقرير. وقال: «لا أحد في حماس تابع لجنة غولدستون، ولم يقرأوا تقريرها المكون من 570 صفحة بالإنكليزية». وأوضح أن «فتح استوعبت نقد حماس للسلطة على تأجيل غولدستون حتى جاء خطاب رئيس مكتبها السياسي خالد مشعل الذي أشعل الفتن واستهدف رأس الشرعية والقيادة الفلسطينية منذ عام 1983، عندما بدأ الرئيس الراحل ياسر عرفات بمحاورة الإخوان المسلمين، من خلال سعيها لمسح منظمة التحرير».
ورأى دحلان أن مشعل حدد هدفين في خطابه الأخير، «هما الخلاص من القيادة الفلسطينية، وتأليف إطار وهمي بادر إليه في قمة الدوحة سابقاً بقوله إنه آن الأوان لتغيير منظمة لتحرير».

ورفض عباس التعليق على موقف الفصائل المعارضة، الذي أعلنته من العاصمة السورية، وقال: «نحن لا نتخذ المواقف بناءً على ما يجري تناقلها في وسائل الإعلام».
من جهته، قال ثاباتيرو، الذي وضع إكليلاً من الزهر على ضريح الرئيس الراحل ياسر عرفات: «سنعمل في رئاسة الاتحاد الأوروبي على تسريع الاعتراف بالدولة الفلسطينية»، مشيراً إلى أن «الاتحاد الأوروبي سيحاول تقليص المدة».
(أ ف ب)