انعكس تصعيد حكومة نوري المالكي تجاه الأزمة الدبلوماسية مع سوريا، على أجواء زيارة رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان أمس إلى بغداد، حيث استقبل بمطالبة بـ«احترام سيادة العراق وعدم تجاوزها»استقبل رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي، أمس، نظيره التركي رجب طيب أردوغان في بغداد، بتحذيره من أن العراق «لن يسمح للقوات التركية باجتياز الحدود العراقية» لملاحقة مقاتلي حزب العمال الكردستاني، وفق ما كشف عنه المتحدث باسم الحكومة علي الدباغ، المعيّن أخيراً في لائحة السفراء العراقيين إلى الخارج.
مطالبة انطلقت من الغارات، التي كان يشنها الجيش التركي ضدّ معاقل المقاتلين الأكراد في شمال العراق، لكنها أوحت أنّ الانزعاج العراقي الحقيقي هو من الوساطة التي تقوم بها أنقرة بين بغداد ودمشق، والتي نعتها الحكومة العراقية أول من أمس عندما كشف وزير خارجيتها هوشيار زيباري عزوف حكومته عن مواصلة أي محادثات تجري على يد وسطاء إقليميين.
وقال الدباغ إن المالكي طلب من أردوغان «احترام السيادة العراقية بحيث لا يمكن تجاوزها». وأضاف «رحّبنا بالتوجه التركي وجرت مناقشة عدة مواضيع مثل المياه، ومسألة حزب العمال الكردستاني». ونقل عن الوفد التركي الزائر وصفه العراق وتركيا بأنهما «بلدان بحكومة واحدة».
وكان مقرراً أن يوقّع أردوغان والوزراء التسعة الذين رافقوه في زيارته العراقية، أكثر من 40 اتفاقية مشتركة، إلّا أن الدباغ كشف عن أنه «لم يجرِ توقيع اتفاقيات، لكن هناك نحو عشرين بروتوكولاً في مختلف المجالات، بينها المياه التي تتدفق إلى العراق بمعدل 440 متراً مكعّباً في الثانية».
وشملت زيارة أردوغان اجتماعاً مع الرئيس جلال الطالباني ولقاءً مع قادة الكتل النيابية في مبنى البرلمان، علماً أنها الزيارة الثانية لرئيس الوزراء التركي إلى بغداد، التي استضافته في العاشر من تموز 2008.
وفي السياق، أشار وزير الطاقة التركي، تانر يلدز، إلى أن العراق سيضخ ثمانية مليارات متر مكعب من الغاز الطبيعي إلى تركيا في المرحلة الأولى من مشروع تصدير النفط العراقي إلى أوروبا، مروراً بتركيا. ولم يُعرَف ما إذا جرى توقيع اتفاقيات توسيع خطوط أنابيب عراقية ـــــ تركية، ومعاهدة أخرى لاستكمال خطوط طاقة جديدة وتعزيز قدرة الخطوط الحالية الممتدة عبر الحدود.
كما لم يتضح ما إذا كان الغاز العراقي الذي سيُصدَّر إلى أوروبا سيمرّ عبر مشروع خط أنابيب «نابوكو» الذي تقدّر قيمته بـ 7.9 مليارات يورو.
وارتأى الوفدان أن يتحدث باسمهما وزيري الخارجية هوشيار زيباري وأحمد داوود أوغلو. وأعلن زيباري عن التوصل إلى اتفاقات شاملة مع الطرف التركي، «بشأن جميع القطاعات الصناعية والصحية والخارجية والداخلية والأمنية والنقل والاتصالات».
بدوره، طمأن رئيس الدبلوماسية التركية إلى عدم وجود «أيّ مشاكل بين العراق وتركيا»، موضحاً أنّ مسألة المياه «مسألة مشتركة، وتركيا ستعمل باتجاه رفد العراق بما مقداره 550 متراً مكعّباً بالثانية».
وأجمعت مصادر تركية وعراقية على أنّ الأزمة العراقية ـــــ السورية حضرت في لقاءات أردوغان. وعن هذا الموضوع، لمّح النائب الكردي محمود عثمان إلى احتمال أن يطرح أردوغان فكرة عقد لقاء مباشر بين الرئيس السوري بشار الأسد والطالباني، أو عقد حوارات على مستوى أعلى من وزيري الخارجية «لإزالة حالة التوتر بين البلدين».
(الأخبار، أ ب، أ ف ب، رويترز)