خاص بالموقعتصاعدت موجة العنف في باكستان خلال الأسبوع الماضي، حيث شنت هجمات استهدفت على وجه التحديد الشرطة، وآخرها الذي وقع صباح اليوم في بيشاور ونفذتها انتحارية وأسقط 10 قتلى. وهذا دليل واضح على أن حركة «طالبان» وتنظيم «القاعدة» ومجموعات مسلحة أخرى يوطدون تحالفاً يهدف إلى إسقاط الحكومة الباكستانية، هذا ما خلص إليه مسؤولون باكستانيون في تصريحات لصحيفة «نيويورك تايمز».
وقالت الصحيفة إن المسؤولين والمحللين الباكستانيين اعتبروا أن الهجمات الثلاث الأخيرة، في مدينتي لاهور وكوهات الباكستانيتين التي جاءت بعد هجوم على مقرّ للجيش في راوالبندي نهاية الأسبوع، تظهر مدى العمق الذي وصلت إليه شبكة المسلحين كما تظهر درجة التعقيد المتزايدة لديها ومعرفتها العميقة للقوات الأمنية.
ورأى المحللون أن أسلوب التفجيرات يكشف أيضاً العلاقات الأوثق بين «طالبان» و«القاعدة» وما تعرف «بالمجموعات الجهادية»، مضيفين أن التعاون جعل من تهديد المسلحين لباكستان أكثر قوة وغدراً على الإطلاق.
وكان وزير الداخلية، رحمن مالك، قد أشار إلى أن «مجموعات «تحريكي طالبان ــــ باكستان» و«جيش محمد» و«القاعدة» تعمل معاً في باكستان». ونقلت الصحيفة عن مسؤولين استخباراتيين في واشنطن أن الهجمات التي حصلت في باكستان بتعاون مشترك من أطراف متعددة كانت نوعاً من العمليات المتأثرة بتنفيذ «القاعدة»، غير أنهم أشاروا إلى أنهم ما زالوا يتمحصون من خلال تقارير استخباراتية إن كانت تلك الهجمات تدل على محاولة لـ«القاعدة» في إثبات تأثيرها على العمليات التي ينفذها عناصر حركة «طالبان ــــ باكستان».
وأشار المسؤولون إلى أن هذه الهجمات قد تكون نظمتها «طالبان» للثأر من مقتل زعيمها الباكستاني بيت الله محسود، وتوجيه رسالة تفيد بأن عناصرها قادرون على متابعة هجماتهم من دون محسود.
من جهة ثانية، أدى تفجير في مركز لشرطة التحقيق بمدينة بيشاور الباكستانية صباحاً إلى مقتل 10 أشخاص على الأقل وسقوط عدد من الجرحى. وأفادت محطة «جيو تي في» الباكستانية بأنه عندما حاولت القوات الأمنية إيقاف امرأة تجاوزت مدخل المركز فجّرت نفسها. ونقلت عن مصادر في الشرطة أن القوى الأمنية تبادلت النيران مع شخص كان يركب دراجة نارية رافق المرأة.
وأشارت إلى أن 10 على الأقل قتلوا في التفجير في حصيلة غير مؤكدة، وخلّف التفجير دماراً هائلاً في مبنى الشرطة وبعض الآليات. ولفتت إلى أن من بين الجرحى كثيراً من المحتجزين وقد نقلوا إلى المستشفى.
وأكدت الشرطة في ما بعد أن انتحارية كانت تمتطي دراجة نارية نفذت أحد التفجيرين الانتحاريين أمام مبنى للشرطة في بيشاور. وقال قائد شرطة المدينة، لياقات علي خان، إن «الشرطة حاولت اعتراض امرأة كانت تجلس على دراجة نارية مع إرهابي. وفجرت نفسها وبعد ذلك وقع انفجار آخر عندما فجر انتحاري كان يجلس في سيارة نفسه».

(يو بي آي، أ ف ب، أ ب)