يحيى دبوقدعا رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان أمس إلى إنهاء الحصار الإسرائيلي لقطاع غزة، وطالب المجتمع الدولي بالعمل على القيام بواجباته حيال الفلسطينيين، مشدداً على أن «ذلك ضروري لأمن إسرائيل وفلسطين».
ونقلت وكالة أنباء الأناضول التركية عن أردوغان قوله إن «المسألة الفلسطينية تمثّل محور المشكلة في الشرق الأوسط، ونحن لا نعتقد أن السلام الدائم والاستقرار يمكن قيامهما في الشرق الأوسط، إلا إذا حُلّت هذه المشكلة».
ولفت أردوغان إلى أنه بعد مرور تسعة أشهر على انتهاء حرب غزة الأخيرة، وسبعة أشهر على عقد المؤتمر الدولي عن غزة في شرم الشيخ، فإن «المأساة في غزة لم تنته بعد، بل إن موادّ إعادة بناء المنطقة غير مسموح مرورها»، مضيفاً أنّ «من المستحيل غضّ النظر عن هذه الصورة، عن هذه المأساة، وأنا لا أقول كل هذا لأنني مسلم، بل لأنني إنسان».
وفي ما يبدو أنها حركة إسرائيلية باتجاه ترغيب الحكومة التركية، ومنع مزيد من التدهور في العلاقات، قررت تل أبيب إعادة دراسة إمكان استيراد المياه من تركيا، بدلاً من العمل على إقامة منشآت لتحلية مياه البحر. ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن رئيس سلطة المياه الإسرائيلية، أوري شني، قوله أمام لجنة حكومية خاصة لدراسة جدوى المشروع، إنه «يمكن استيراد ثلاثين مليون متر مكعب من المياه، وهي كمية أقل من الكمية التي توفرها منشأة التحلية الصغيرة في بلماحيم، وخصوصاً أن الثمن المقدّر لا يزيد على تكلفة التحلية»، مشيراً إلى أن «إسرائيل على اتصال بتركيا عبر وزارة الخارجية، لبلورة اتفاق لاستيراد المياه منها».
وسبق لإسرائيل أن وقّعت اتفاقاً لاستيراد المياه من تركيا عام 2004، إلا أن قراراً إسرائيلياً قضى بتأخير تنفيذه نظراً لعدم جدواه الاقتصادية، ولوجود بدائل في إسرائيل من طريق إقامة منشآت لتحلية مياه البحر، إضافة إلى اعتبار عدد من المسؤولين الإسرائيليين أن الارتباط بالتزود بالمياه من تركيا ينطوي على مجازفة في حال وقوع أزمة بين الدولتين.
وفي السياق، ذكرت صحيفة «إسرائيل اليوم» أن شركات الطيران التركية تنوي إضافة سبع رحلات أسبوعياً، ليصبح عددها 32 أسبوعياً، مشيرة إلى 2.500 إسرائيلي أقلعوا إلى تركيا أول من أمس، في 12 رحلة جوية، و«عدد كبير من الإسرائيليين انطلقوا للاستجمام في تركيا ولم يتأثروا بدعوات المقاطعة على خلفية المواقف التركية».
ونقلت الصحيفة أن عدداً من مسؤولي الشركات السياحية الإسرائيلية متفائلون بقرب انتهاء الأزمة. وبحسب مدير إحدى هذه الشركات، «ثبت أن الإسرائيليين يتمتعون بذاكرة قصيرة وبجلد فيل، كذلك ليس لديهم المال لتمضية إجازة باهظة الكلفة في أماكن أخرى، ما يدفع العائلات الإسرائيلية إلى تركيا».