انطلقت في إسرائيل، أمس، مناورة الدفاع الجوي الأكبر بين تل أبيب وواشنطن على وقع تصريحات للرئيس الأميركي، باراك أوباما، شدد فيها على أن العلاقة مع إسرائيل هي أكثر من حلف استراتيجي
محمد بدير
خلال أسبوعين، ابتداءً من يوم أمس، ستكون مساحات واسعة من فلسطين مسرحاً لمناورة «جونيبر كوبرا 10»، التي سيتم خلالها اختبار ربط عدد من المنظومات المضادة للصواريخ في إطار تعاون مشترك بين الجيشين الإسرائيلي والأميركي يهدف إلى «تحسين قدرات الدفاع الجوي الإسرائيلية».
وبرغم ضخامة المناورة، والحضور الأميركي الطاغي فيها، سعت مصادر إسرائيلية إلى التأكيد أن إسرائيل لا تبني قدراتها الدفاعية على أساس المشاركة الأميركية المباشرة، مشيرة إلى أن أهمية المناورة تكمن في التلميح إلى العالم بأن الأميركيين موجودون على الأرض في الدولة العبرية، وتالياً فإن أي هجوم عليها قد يمثّل اعتداءً على قواتهم فيها. وبحسب هذه المصادر، سوف يبقى في إسرائيل بعد اختتام المناورة نحو مئة جندي أميركي سيكونون مسؤولين عن تشغيل منظومة الرادار «X-BAND» الأميركية المنشورة في منطقة النقب.
لكن رغم ذلك، فقد أوضح مسؤولون آخرون أن الهدف الأساسي من المناورة هو إيجاد بنية تحتية دائمة لاستيعاب المنظومات الاعتراضية الأميركية بأقصر وقت ممكن عندما تتعرض إسرائيل لتهديد جدي، وذلك عبر التدرب على شبكاتها في المنظومات الإسرائيلية.
أوباما: العلاقة بين إسرائيل والولايات المتحدة هي أكثر من تحالف استراتيجي
ونقلت صحيفة «معاريف» عن مصدر أمني قوله إن نجاح المناورة وإيجاد لغة مشتركة بين القوات الأميركية والإسرائيلية سيتيحان في المستقبل نشراً سريعاً للمنظومات الأميركية في إسرائيل، مضيفاً «ثمة نية لإنشاء بنية تحتية لكل التطورات في المنطقة».
ويحاكي السيناريو الأساسي للمناورة، التي يشارك فيها أكثر من ألف جندي وضابط أميركي يتبعون للجيش ولوكالة الدفاع المضاد للصواريخ التابعة للبنتاغون، اعتراضَ هجمات صاروخية مكثفة تتعرض لها إسرائيل من أكثر من جبهة، وبصورة أساسية من إيران. كما ستُجري قيادة الجبهة الداخلية في الجيش الإسرائيلي تدريبات على مواجهة سقوط صواريخ غير تقليدية على بطاريات صاروخية مشاركة في المناورة.
ورغم أن الجيشين الإسرائيلي والأميركي أجريا تدريبات مشابهة خلال السنوات الماضية، إلا أن الجيش الإسرائيلي وصف التدريب الحالي بأنه «الأكبر من نوعه في إسرائيل وهو يستند إلى اتفاقيات تعاون طويلة الأمد بين الجيشين، وهذه المرة هي الخامسة التي يجري فيها هذا التدريب الذي يتم مرة كل عامين في موعد محدد».
وكانت سبع عشرة قطعة بحرية أميركية تابعة للأسطول السادس قد رست في الموانئ الإسرائيلية خلال الأسابيع الأخيرة، وعلى متنها الأسلحة والعتاد الفني والوحدات التي ستشارك في المناورة. وأبرز هذه الوحدات تلك المتخصصة في تشغيل المنظومات الاعتراضية «THAAD و SM-3» و«باتريوت» المحدثة من طراز «PAC-3»، إضافة إلى منظومة «AEGIS» لتشخيص الصواريخ وتعقب مسارها. في المقابل، سيشارك من الجانب الإسرائيلي وحدات «حيتس» و«باتريوت».
وكشف مصدر رفيع المستوى في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، لصحيفة «معاريف»، عن وجود توقعات لدى الجانب الإسرائيلي بإبقاء الأميركيين جزءاً من العتاد الذي سيستخدم في المناورة في إسرائيل بعد الانتهاء منها. وأشار إلى أن التقديرات تشير إلى احتمال إبقاء منظومة «PACK 3» الاعتراضية.
إلى ذلك، نقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن الرئيس الأميركي، باراك أوباما، قوله في كلمة مسجلة أذيعت في «المؤتمر الرئاسي» الذي ينظمه الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز، إن العلاقة بين إسرائيل والولايات المتحدة هي أكثر من تحالف استراتيجي.
وقال أوباما، في كلمته، إن «الشعب الأميركي والإسرائيلي يتشاركان الإيمان بأن الدول الديموقراطية يمكنها تغيير المستقبل»، داعياً إلى إطلاق المفاوضات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية. وأشار إلى أن «الجمود في العملية السياسية هو احتمال لن أقبله».