لم تُجدِ الاستعجالات الأميركية والغربية في إقناع نواب العراق بإقرار قانون انتخابات 16 كانون الثاني المقبل. فشلوا مجدداً في حل معضلة كركوك، بينما كان رئيس الحكومة نوري المالكي يشكو إلى الرئيس باراك أوباما التدخلات الخارجية في شؤون بلاده
بغداد ــ الأخبار
كشف بيان لمكتب رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، أمس، تفاصيل ما دار في لقائه مع الرئيس باراك أوباما في البيت الأبيض، أول من أمس. وفيما نقل البيان إعراب المالكي عن قلقه من التدخل الخارجي في الشؤون العراقية، وتخوّفه من التأثير الخارجي في الانتخابات المقبلة، لم يغب «نجاح مؤتمر الاستثمار في واشنطن» عن اللقاء.
ورأى أوباما والمالكي أن الحضور الكبير لرجال الأعمال والمستثمرين الذين زاد عددهم على تسعمئة في مؤتمر واشنطن، «يمثّل رسالة قوية لتطوّر العلاقات الثنائية في ظل اتفاقية الإطار الاستراتيجي في المجالات الاقتصادية والتجارية والثقافية والعلمية». وأوضح المالكي لمضيفه أن بغداد استكملت «تهيئة الظروف الأمنية والتشريعية لاستقبال الشركات الأميركية للمساهمة في عملية البناء والإعمار».
وردّاً على المخاوف الأميركية والأممية إزاء الإخقاق العراقي المستمر في الاتفاق على قانون انتخابات، طمأن المالكي أوباما إلى أن حكومته «حريصة جداً على إجراء الانتخابات البرلمانية في موعدها»، محذراً من تداعيات سلبية إذا لم تجرِ الانتخابات. وبحسب البيان، «شدّد رئيس الوزراء على قلقه من التدخل الخارجي في الشؤون العراقية»، واصفاً الترويج لمشاريع طائفية بأنها «أخطر أنواع التدخل».
وفي مسلسل الفشل المستمر في قانون الانتخابات، قرّرت هيئة رئاسة مجلس النواب العراقي إحالة هذا القانون إلى «المجلس السياسي للأمن الوطني»، الذي يتكوّن من رئيس الجمهورية ونائبيه ورئيس الوزراء ونائبيه ورئيس مجلس النواب ونائبيه. وبعدما فشلت جولة تصويت يوم أمس، قرّر البرلمان إرجاء جلساته إلى الأحد المقبل لمواصلة مناقشة قانون الانتخابات المثير للجدل.
وإزاء الفشل البرلماني الجديد، تصاعدت حدّة المخاوف الغربية، فعبّر كلّ من أوباما ونائبه جوزف بايدن والسفير الأميركي لدى العراق كريستوفر هيل وقائد قوات الاحتلال الجنرال ريمون أوديرنو، إضافة إلى الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق آد ملكيرت، عن قلقهم لتأخير إقرار تعديلات قانون الانتخابات. تخوّف قابله رئيس مجلس النواب إياد السامرائي بالتهديد بالابتعاد عن الأسلوب التوافقي، واللجوء إلى التصويت على المقترحات المقدمة إذا تعذر الوصول إلى حل معضلة كركوك.
وفي السياق، مدّدت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات فترة تسجيل الائتلافات والكيانات السياسية الراغبة في خوض الانتخابات إلى 25 من الشهر الجاري.
وأُعلن في بغداد أمس تأليف تكتّل سياسي جديد باسم «ائتلاف وحدة العراق». ائتلاف ضمّ كلاً من «التجمع من أجل العراق» برئاسة رعد مولود مخلص، و«تجمع الميثاق الوطني» الذي يرأسه رئيس ديوان الوقف السنّي أحمد عبد الغفور السامرائي، ورئيس «صحوة العراق» أحمد أبو ريشة، ووزير الداخلية الحالي جواد البولاني المرشح إلى رئاسة الحكومة المقبلة، ووزير الدفاع السابق سعدون الدليمي، و«التجمع الجمهوري العراقي» برئاسة سعد عاصم الجنابي، والحزب الدستوري، و«تجمع الوحدة العراقي» برئاسة نهرو عبد الكريم، ومستشار «الصحوات» أبو عزام التميمي، و«أنصار الرسالة» و«أنصار الدعوة سابقاً» برئاسة مازن مكية.