strong>شدّد الرئيس السوري بشار الأسد على حاجة عمليّة السلام إلى شريك إسرائيلي، مشيراً إلى الاتفاق مع الرئيس الأميركي باراك أوباما على عناوين رؤيته، لكنّه أكد ضرورة النقاش في التفاصيلأكد الرئيس السوري بشار الأسد، أمس، تمسّك سوريا بعملية السلام، وبالأسس التي تبنى عليها، وخصوصاً قرارات مجلس الأمن والأرض مقابل السلام، مرجعية أقرّها مؤتمر مدريد.
وقال الأسد، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيسة الفنلندية تاريا هالونين، «من البديهي أن يكون مبدأ الأرض مقابل السلام هو الأساس الوحيد للوصول إلى السلام، لأنه لا يمكن أن يكون هناك التقاء في المكان نفسه وبالدولة نفسها بين الاحتلال والسلام». ورأى أن على «إسرائيل أن تختار بين أن تكون دولة محتلة أو دولة تعمل من أجل السلام، الذي كي نصل إليه نحن بحاجة إلى شريك إسرائيلي، وعلينا أن نبحث عنه لكي نتمكن من إنجاز اتفاقية... تحقق سلاماً واقعياً على الأرض».
وبشأن طروحات الرئيس الأميركي باراك أوباما عن السلام ومواقف سوريا منها، قال الأسد «نتفق معها كعناوين، سواء عملية السلام أو ما يتعلق بموضوع الانسحاب من العراق، لكن هذه القضايا معقدة جداً. فهناك عناوين كبيرة وعناوين فرعية وعناوين تحت هذه العناوين وتفاصيل أخرى كثيرة». وأضاف «حتى الآن لم نسمع سوى العناوين، ولم يحصل نقاش مع الأطراف المعنيين ومنها سوريا، ومن دون مناقشة التفاصيل لا يمكن أن تضع خطة لتحقيق الهدف. لدينا عنوان وهدف، ولكن ما هي العملية التي تنقلك من العنوان إلى الهدف».
وأوضح الأسد أن «الزمن ليس في مصلحة السلام، والاستعجال ضروري، وهنا يكمن دور أوروبا. ولكي لا نخسر الزمن المهم، علينا أن نتحرك معاً من أجل استخدام هذا الزمن الضائع لنصل مع الإدارة الأميركية إلى تسيير عملية السلام».
وفي الشأن الفلسطيني، جدّد الأسد تأكيد «دعم سوريا للمصالحة الفلسطينية من أجل الوصول إلى مفاوضات تحقق سلاماً على المسار الفلسطيني»، مشيراً إلى «ضرورة رفع المعاناة عن قطاع غزة كنقطة من النقاط المهمة لإيجاد السلام».
التوقيع على اتفاق الشراكة السورية ــ الأوروبية هو موضوع تقني
وكرر الأسد موقف سوريا الداعي إلى ضرورة تأليف حكومة وحدة وطنية تعيد الوضع في لبنان إلى حالته الطبيعية بعد سنوات من الانقسام.
وفي ما يتعلق بالملف النووي الإيراني، شدد الأسد على أن «معالجة أي ملف نووي في أي مكان في العالم لا يخضع للأمزجة الشخصية للمسؤولين، ولا لأجندة سياسية معينة، بل يجب أن يخضع لاتفاقية منع انتشار أسلحة الدمار الشامل (ان بي تي)». وشدد على أن «المبادرات التي طرحت بشأن هذا الموضوع في الأعوام الماضية لم تكن متطابقة مع الاتفاقية، بل كان فيها إضافات لم تقبل بها إيران، ولو كنا نحن في سوريا أو أي دولة أخرى تريد أن تقيم منشأة نووية سلمية، فهي لا تقبل سوى بشروط الاتفاقية».
وأشار الأسد إلى أن «سوريا لديها علاقة قديمة ومتينة مع إيران»، مجدداً التأكيد أن دمشق «تدعو إلى إخلاء الشرق الأوسط من أسحلة الدمار». وأضاف «وعندما كنا أعضاءً مؤقتين في مجلس الأمن في عام 2003، قدمنا مشروعاً لا يزال في أدراج الأمم المتحدة، ولم يكن هناك دعم من الدول الأساسية للمشروع، وهذا يناقض ما يتحدثون عنه بشأن الملف النووي الإيراني».
وأشار الأسد إلى أن بلاده تناقش «التفاصيل مع الدول الأوروبية وتقدم لهم أفكاراً قد تساعد». وأضاف «نحن لسنا جزءاً مباشراً من هذا الملف، ولكننا نحاول أن نساعد في تحول هذا الملف من ملف مشكلة إلى حل واستقرار في الشرق الأوسط».
وعن العلاقات الثنائية بين أوروبا وسوريا، قال الأسد «إن التوقيع على اتفاق الشراكة السورية ـــــ الأوروبية هو موضوع تقني»، مشيراً إلى أن «التعاون والتوقيع يعدّان أولوية، لكن ما نركز عليه حالياً هو التعاون».
ولفت الأسد إلى أن أولويات بلاده هي «تعزيز العلاقات مع الدول العربية ودول الجوار»، دون أن يعني هذا «تجاهل بقية دول العالم». وأوضح أنه «لا يمكننا الحديث عن علاقات ممتازة مع أوروبا أو الولايات المتحدة، فيما لدينا علاقات سيّئة مع جيراننا المباشرين»، موضحاً أن «أوروبا قريبة إلى منطقتنا، لكن الأمر لا يتعلق بالمفهوم الجغرافي فقط».
بدورها، أعربت الرئيسة الفنلندية عن أمنياتها بأن تصل دمشق إلى قرار بشأن توقيع الشراكة مع الاتحاد الأوروبي، مشيرةً إلى أن علاقات سوريا بفنلندا علاقات جيدة، ويمكنها أن تتعزز، وكذلك العلاقات مع الاتحاد الأوروبي.
وأكدت هالونين، التي بدأت أول من أمس بزيارة إلى سوريا تستمر ثلاثة أيام، دعم بلادها لقيام سلام شامل ودائم يعود بالفائدة على كل دول المنطقة. كذلك أكدت العمل لإزالة كل الشوائب التي تعرقل السلام، ودعت إلى التخفيف من معاناة الشعب الفلسطيني وتشجيع إسرائيل على صنع السلام وبناء دولة فلسطينية قانونية ديموقراطية تحترم حقوق الإنسان.
(يو بي آي، سانا)