محمد بديررغم حرصها على إطلاق جرعات إيحائية تكفي للإيضاح بأن مناورات الدفاع الجوي المشتركة، التي دخلت أمس يومها الثاني، تأتي ضمن سياق الاستعداد لمواجهة محتملة مع إيران، لم تُغفل إسرائيل دفع الضريبة الكلامية اللازمة لتخفيف التوتر، الذي يمكن أن ينشأ عنها عبر إصدار تصريحات تؤكّد أن «جونيبر كوبرا 10» ليست إلّا مناورة دفاعية.
وفي الإيجاز الصحافي الأول الذي أجراه قادة المناورة من الجانبين الإسرائيلي والأميركي في تل أبيب أمس، قال قائد الدفاع الجوي الإسرائيلي، العميد دورون غابيش، إن «الحديث لا يدور عن مناورة هجومية، بل دفاعية فقط، وهي الخامسة من نوعها ومقرّرة منذ عام ونصف عام، ولا تجري كردّ فعل على تطورات حالية في المنطقة».
ورغم أن السيناريوهات الأساسية التي تحاكيها المناورة هي هجمات صاروخية من إيران وجهات أخرى في محور الممانعة، فإنّ قادة المناورة امتنعوا عن تحديد التهديدات الصريحة التي تواجهها إسرائيل، وتسعى المناورة إلى توفير الردود العملانية عليها.
ورأى غابيش أن «التدريب يمثّل ارتقاءً آخر ومهمّاً في العلاقات الاستراتيجية بين إسرائيل والولايات المتحدة، والمنظومة الدفاعية للدولتين تعدّ نفسها لمواجهات تهديدات الحاضر والمستقبل، وإذا اتُّخذ قرار، فإن الجيشين سيدافعان جنباً إلى جنب عن إسرائيل».
وأوضح الجنرال الإسرائيلي أن المناورة تتألّف من ثلاث مراحل، ستتمحور الأولى حول نشر القوات الإسرائيلية والأميركية المشتركة للمنظومات الدفاعية على الأرض في وضعية تحاكي استعداداً مشتركاً حقيقياً. أما المرحلة الثانية، فستكون عبارة عن محاكاة لسيناريوهات مختلفة من الاعتراضات الصاروخية، فيما ستتضمّن المرحلة الثالثة تدريبات فعلية على اعتراض صواريخ حقيقية ستُطلق من بطاريات «باتريوت».
وأشار غابيش إلى أن المناورة ستختبر المنظومات الدفاعية «في الطبقة العليا التي وصلت إلى النضوج العملاني».
من جهته، قال قائد المناورة الأدميرال الأميركي جون ريتشاردسون إن الجيشين الإسرائيلي والأميركي استعدا لتنفيذ التدريب خلال السنتين الماضيتين، وإن «التدريب سيسهم في أن نكون مستعدين لمواجهة أي وضع». وشدّد على قدرة إسرائيل على الدفاع عن نفسها تماماً «إلّا أننا هنا من أجل تحسين قدراتنا وقدرات الإسرائيليين التي بُنيت خلال الأعوام الأخيرة».