strong>عادت المواجهات في شوارع مقديشو إلى حصد المزيد من الضحايا، بعد محاولة اغتيال للرئيس شريف شيخ أحمد، ردّت عليها القوات الأفريقية بمجزرةأعلن سكان وعاملون في خدمات الإسعاف أن اشتباكات بالمدفعية بين متمردين إسلاميين من جانب، وقوات الحكومة الصومالية وقوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي من جانب آخر، أدّت إلى مقتل 30 شخصاً على الأقل في العاصمة مقديشو، بعدما حاول إسلاميون استهداف موكب الرئيس أثناء توجّهه إلى المطار.
ونقلت شبكة «شابلا ميديا نتورك» الصومالية عن مسؤولين وشهود عيان قولهم إن المسلحين أطلقوا وابلاً من القذائف بالقرب من المطار الدولي أمس، بعدما أقفلت قوات الأمن الصومالية وقوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي الطريق الرئيسي في مقديشو لدى توجّه الرئيس الصومالي شريف الشيخ أحمد، إلى العاصمة الأوغندية كمبالا للمشاركة في قمة الاتحاد الأفريقي، ما دفع بجنود الاتحاد الأفريقي الموجودين هناك إلى الرد عليهم بنيران مدفعية وجّهوها نحو سوق بكارة، الذي يسيطر عليه المتمردون وأماكن محاذية له.
وبحسب المتحدث باسم الشرطة، عبد الله حسن باريز، فإن «الرئيس لم يصب بأذى وأقلعت طائرته بسلام»، مشيراً إلى أن قذائف الهاون أصابت محيط المطار. وقال عدد من السكان والمسعفين إن 30 شخصاً على الأقل قتلوا كما جرح عشرات آخرون في واحدة من أشرس المواجهات التي تهز مقديشو منذ أسابيع.
وأبلغ فرح اولو، وهو صاحب متجر في سوق البكارة، «رويترز» أن ستة أشخاص قتلوا لدى سقوط قذيفة سوّت أحد المنازل في السوق بالأرض. وقال «كانوا يحتمون بمبنى من الإسمنت. لكن هذه القذائف الكبيرة يمكنها اختراق أقوى منزل. لا نستطيع الخروج لنحصي عدد من قتلوا. القذائف تنهال علينا».
وفي السياق، اتهم رجل الأعمال من مقديشو، أحمد عبد الله، قوات حفظ السلام الأفريقية باستهداف المدنيين. وقال إنه «لا يمكننا أن ننكر أن إطلاق النار بمعظمه كان مصدره مقر القوات الأفريقية، وقد أصابت هذه النيران وقتلت مدنيين في المنطقة التي يسيطر عليها المتمردون». إلا أن قوات الاتحاد الأفريقي نفت استهداف المناطق السكنية. ورأى الناطق باسم القوات الأفريقية، باريجي باهوكو، إن المتمردين هم الذين يطلقون النار باتجاه المناطق السكنية بطريقة تظهر أن القوات الأفريقية هي المسؤولة. وأضاف إن المتمردين واهمون إذا ظنوا أن بإمكانهم إخضاع قوات حفظ السلام بالتفجيرات، «المتمردون يحلمون بأحلام اليقظة ويتمنّون».
في هذا الوقت، قال رئيس التجار في سوق بكارة الشيخ علي محمود السياد، الذي أصيب بشظايا قذيفة هاون، «إنّ من القسوة وغير الإنساني، استهداف الأبرياء، لكن هذا ما يحدث كل يوم هنا، ولا أحد يهتمّ بذكر ذلك».
وتعدّ الحكومة والقوات التابعة للاتحاد الأفريقي سوق البكارة، الذي يشتهر ببيع الأسلحة، معقلاً لمتمردي حركة «الشباب الإسلامية» المتمردة. وتتّهم واشنطن الحركة المتمردة بأنها ذراع «القاعدة» في الصومال.
كذلك تجدر الإشارة إلى أن القتال في الصومال أدّى إلى مقتل 19 ألف مدني منذ بداية عام 2007، ونزوح نحو مليون ونصف مليون آخرين عن ديارهم، ما يعد إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم.
(رويترز، ا ب، يو بي آي)