حذّر نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي، سيلفان شالوم، عقب اجتماع عقده أمس في مقر الأمم المتحدة مع أمينها العام بان كي مون، من أن إحالة «تقرير غولدستون على مجلس الأمن الدولي ستلحق بالطبع الأذى بعملية السلام مع الفلسطينيين». وقارن بين المفاوضات التي عقدها مع مصر والأردن حتى جرى التوصل إلى معاهدتَي تسوية، وبين ما يجري حالياً مع الفلسطينيين، بالقول «كانت هناك صعوبات في المفاوضات معهم لكننا لم نتعرض للتهديد من جانب أنور السادات أو الملك حسين أثناء التفاوض... لا يمكن التحدث عن السلام مع الفلسطينيين وهم يسعون إلى جلبنا أمام المحافل الدولية في كل مكان من العالم».وأضاف شالوم «مكان تقرير غولدستون هو جنيف، مجلس الأمن ليس المكان المناسب للتعامل مع تلك القضية». واتهم أعضاء لجنة التحقيق، التي يرأسها المحقّق الدولي ريتشارد غولدستون، بأنهم غير عادلين ومنحازون. كما وصف التحقيق بأنه مضيعة للوقت: «قلنا إن التقرير سيكون معادياً لإسرائيل وبرهن أننا كنا على صواب»، معلّلاً ذلك بأن تقرير غولدستون لم يأتِ على ذكر «حق إسرائيل في الدفاع عن النفس».
وعن فكرة تأليف لجنة تحقيق إسرائيلية خاصة بما جاء في التقرير، قال شالوم إن لدى كيانه «مؤسسات قضائية مستقلّة وهي تمارس عملها، وستجلب أي مذنب للعدالة كما فعلت على الدوام». ووصف «حماس» بأنها منظمة «إرهابية لا يمكن أن تجري تحقيقاً نزيهاً لكونها لا تعترف بحق إسرائيل في الوجود».
وفي السياق، قالت وزارة الخارجية الإسرائيلية إن وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان طالب الأمين العام للأمم المتحدة بعدم إحالة التقرير، الذي يتهم إسرائيل والفلسطينيين بارتكاب جرائم حرب خلال العملية العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة، على مجلس الأمن أو الجمعية العامة.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن ليبرمان كرّر موقفه بأن طرح التقرير للتصويت في مجلس الأمن والجمعية العامة قد يؤذي محادثات السلام في الشرق الأوسط. وقال إنه لا يعقل أن يتحاور الفلسطينيون مع إسرائيل على الحلبة السياسية الداخلية ويحاربوها على الحلبة الدولية.
في المقابل، امتدح منسق الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأووروبي، خافيير سولانا، غولدستون، لكنه رفض التطرق إلى نتائج تقريره واتهامه الجيش الإسرائيلي بتنفيذ جرائم حرب خلال الحرب على غزة معلّلاً ذلك بأنه «لم أجر بنفسي تحقيقاً في الموضوع».
وقال سولانا، خلال مقابلة أجرتها معه صحيفة «هآرتس»، «إنني أعرف غولدستون جيداً فقد ساعدنا كثيراً في النشاط القضائي في يوغوسلافيا السابقة وليس لدينا أي شكوك حيال نزاهته واستقامته». وشدّد على أهمية «النظر إلى الأمام وإجراء تحقيق مستقل في إسرائيل وفي الجانب الفلسطيني»، باعتباره «المخرج الأفضل» لعدم ملاحقة مسؤولين إسرائيليين في المحاكم الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب.
ورداً على رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو بشأن ضرورة تغيير قوانين الحرب، أوضح سولانا أنه «سيتعين التفكير في الوضع المتغير الذي يفتقر إلى التناسبية بين الأطراف المتحاربين، وهو وضع يصعب فيه تطبيق قوانين الحرب الكلاسيكية القديمة».
(الأخبار)