أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أمس، أن إيران ستردّ منتصف الأسبوع المقبل على مشروع الاتفاق الذي عرضه مديرها محمد البرادعي لإرسال شحنات يورانيوم منخفض التخصيب إلى روسيا وفرنسا من أجل رفع نسبة تخصيبه وإعادته إلى طهران، وذلك بعدما أكدت كل من باريس وواشنطن وموسكو موافقتها.وجاء في بيان لوكالة الطاقة أن «إيران أبلغت المدير العام للوكالة اليوم (الجمعة) أنها تفكر في الاقتراح بعمق وبإيجابيّة، ولكنها تحتاج إلى المزيد من الوقت حتى منتصف الأسبوع المقبل للرد». وأضاف البيان إن «المدير العام يأمل أن يكون الرد الإيراني إيجابياً، لأن التصديق على هذا الاتفاق سيكون مؤشراً على عهد جديد من التعاون».
واللافت أن واشنطن كانت أول المعلّقين على هذا التأجيل الإيراني، بقولها إنه يمكنها الانتظار بضعة أيام لتسلّم رد إيران على الصفقة النووية.
في هذا الوقت، نقل التلفزيون الإيراني الرسمي، عن عضو رفيع المستوى في وفد المفاوضات الإيراني الذي حضر مفاوضات فيينا بين إيران والدول الغربية الثلاث (فرنسا وأميركا وروسيا) الأربعاء الماضي، قوله إن «إيران مهتمة بشراء وقود لمفاعل طهران للأبحاث في إطار اقتراح واضح». وأضاف «نحن ننتظر رد الطرف الآخر البنّاء، الذي يسهم في بناء الثقة». هذا ما يؤكد كلام مندوب إيران لدى وكالة الطاقة علي أصغر سلطانية، بعد انتهاء المحادثات في فيينا الأربعاء، من أن حكومته قد تسعى إلى إدخال تعديلات على الخطة التي تقترحها وكالة الطاقة.
وكانت فرنسا، قد أعلنت موافقتها على الاتفاق. لكنّ وزير خارجيتها، برنار كوشنير، كشف أثناء زيارة إلى لبنان، أنه «من خلال المؤشرات التي نحصل عليها فإن الأمور ليست إيجابية تماماً». وقال «إذا ظلّت هذه المؤشرات سلبية، ولم يجرِ التوصل إلى توافق على مستوى الخبراء.. فإن هذا سينعكس سلباً على استمرار الاتصالات السياسية على مستوى اجتماع «5+1» في جنيف».
وكانت روسيا الأولى التي أعلنت موافقتها الرسمية على الاقتراح. ودعا وزير الخارجية، سيرغي لافروف، في مؤتمر صحافي عقده في موسكو، الدول الأخرى إلى السير على خطاها، قائلاً إن «الخبراء الروس شاركوا في الاجتماع الذي جرى خلاله إعداد هذه الاقتراحات باسم وكالة الطاقة. نحن نقبل هذه الاقتراحات».
وأعلن المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي، مايك هامر، أن «الولايات المتحدة قدّمت ردها الإيجابي على اقتراح مدير وكالة الطاقة (محمد) البرادعي». وأضاف «نتطلع إلى ردّ إيران».
وأمهلت وكالة الطاقة إيران والدول الثلاث الولايات المتحدة وفرنسا وروسيا، حتى منتصف ليل أمس، لإبداء رأيها في شأن «مشروع الاتفاق».
من جهة ثانية، ذكرت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا)، أن مفتّشين من وكالة الطاقة، سيتوجّهون اليوم السبت إلى إيران، ليزوروا غداً مصنع تخصيب اليورانيوم الجاري بناؤه في قم (وسط).
(أ ف ب، أ ب، رويترز)