علاء العليكثرت الأفلام التي صوّرت في مخيم شاتيلا. أما طريقة تمثيلها وأسلوبها فمبتذل لأنه عندما يحاول أن يبكيك تضحك. لذلك، بحث أهل المخيم عن طريقة لتريحهم من الكاميرات التي ما إن تختفي من أزقتهم حتى تظهر مجدداً. فقرروا إنتاج فيلم خاص بهم، ولأن الأفلام الروائيّة مكلفة فلن يكون كذلك. وبما أن وثائق اللاجئين مهترئة وفقاً للتقرير الذي أعده قاسم ابن خالتي أم قاسم فلا ينفع الفيلم أن يكون وثائقياً أيضاً.
لذلك، اعتمد شباب المخيم أحلى شباب والله، أن يكون الفيلم وقائعياً، أي إنه سيعتمد على وقائع حياتهم اليومية وتصويرها. هذا الابتكار يتماشى مع طرح المخرج برهان علوية الذي توقع منذ سنوات ظهور أنواع جديدة من السينما. وبطبيعة الحال سيستضيف الفيلم الأخ الرفيق المناضل أبو الغضب الذي سيتحدث عن «دقة المرحلة والأبعاد الاستراتيجية وخطرها على الأمة». ولخلق التوازن، وتأكيداً على الوحدة الوطنية الفلسطينية، سيشارك في الفيلم الأخ الرفيق «أبو ركوة» الذي سيشكر الإخوة اللبنانيين على استضافتهم لشعبنا على الأراضي اللبنانية. في المناسبة ستتكرر كلمة شعبنا 315 مرة مناصفة بين الأخوين الرفيقين. ثم سيتحدث عن حق العمل والتملك ويلعن أبو الأشباح التي تحرم الفلسطينيين من حقوقهم المدنية. ومن المؤكد، سيوجد شخصية لبنانية تتولى تكرار عبارة «الفلسطيني يا حرام ما عندوا حقوق بلبنان»، شي 500 مرة أيضاً.
وبما أن أهالي المخيم تعودوا على وجود شخصيات دولية تجوب ازقة مخيمهم، فلذلك ستكون هناك شخصية حاضرة للحديث عن حقوق الإنسان وعن مساهمة دولته المادية في مساعدة الفلسطينيين.
هذا بالنسبة إلى الضيوف، أما الموسيقى التصويرية فالحل موجود طبعاً بأغنية الفنان أحمد قعبور أناديكم.
الأغنية رائعة ولم تُستعمل سوى تسعمئة وتسع وتسعين مرة فقط لا غير، ومن الضروري إكمال العدد للألف. أما تاريخ الإنتاج فسيكون عام ألف وتسعمية وخشبة أو تنكة، وذلك لمنع سقوط الفيلم نتيجة تقادم الزمن وتوريطنا في إنتاج فيلم آخر.
كما سيتخلل العرض بعض المشاهد المألوفة مثل طفل بوجه حزين وفي الخلفية مبنى مهدم، ويمكننا في المناسبة استعمال مؤثرات طبيعية، أي تقشير البصل أمام الطفل لنكسب بعض الدموع من عينيه. ولكي نوحي بهامشية أهل المخيم وبطالة أبنائه عن العمل سنصور مشهداً يكون الشباب فيه يدخنون النراجيل. وإذا لم نجدهم فسنركب المشهد.
وبالطبع، ختامها مسك مع تصوير وجه سيدة عجوز وعرضه ببطء مع موسيقى الفيلم. أما عنوان الفيلم فسيكون «أناديكم للبكاء».