غزّة ــ الأخبارعلى وقع المخاطر التي تتهدد المسجد الأقصى، شُغل الفلسطينيون بخلافهم الداخلي. ووجه الرئيس محمود عباس رسالة إلى رئيس لجنة الانتخابات المركزية الدكتور حنا ناصر، دعاه فيها إلى أن تباشر اللجنة عملها في الإعداد لإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية في الموعد المحدد لها بموجب المرسوم الرئاسي. دعوة عبّاس لم تمرّ من دون ردود فعل من «حماس»، التي رأى نوابها في الضفة الغربية أن مرسوم عباس «سياسي بامتياز لا استحقاق قانونياً له، ويأتي شهوة من حركة فتح للانتخابات والسلطة ويهدف إلى إخراج حركة حماس من المشهد السياسي من دون النظر إلى مصالح الشعب الفلسطيني الذي يعاني نتيجة الانقسام والقمع الذي يتعرض له».
واتهم النواب، في بيان، عباس بالسعي «إلى تكريس العنصرية من خلال قراره الذي تخلى فيه عن القدس وغزة»، في إشارة إلى استحالة إجراء الانتخابات فيهما. ورأوا أن «مرسوم عباس يأتي في سياق وضع المزيد من العصي في دواليب المصالحة المنتظرة، ومَن كان حريصاً على تطبيق الاستحقاق الدستوري فعليه من باب أولى ألّا يعطّل عمل المجلس التشريعي القائم دستورياً والمنتخب بديموقراطية».
بدوره، قال القيادي في حركة «حماس»، المتحدث باسم كتلتها البرلمانية، صلاح البردويل، إن خطاب عباس أمام المجلس المركزي «قطع كثيراً من الخيوط، والآن ليس هناك أي اتصالات، والأمور مجمدة كاملاً». وأكد أن «لا صحة للأخبار التي تحدثت عن زيارة وفد للقاهرة»، محملاً عباس المسؤولية عن تجميد الاتصالات والمصالحة. نفي البردويل للزيارة جاء رداً على معلومات نسبتها وكالة «سما» المحلية المستقلة إلى مصدر وصفته بالرفيع المستوى تفيد بأن رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، خالد مشعل، سيترأس وفداً من قادة الحركة في غزة سيزور القاهرة نهاية الشهر الجاري بناءً على طلب مصري لبحث تداعيات المرسوم الرئاسي وإرجاع قطار المصالحة إلى مساره الصحيح.
وقال المصدر إن «القاهرة تلقت وعوداً من دول عربية، عقب سلسلة اتصالات أجرتها للضغط على حركة حماس للتوقيع على ورقة المصالحة من دون إجراء أي تعديل عليها وتحقيق المصالحة في أقرب وقت ممكن».
وأضاف المصدر أن «القاهرة أجرت اتصالات مع قيادة حماس في غزة ودمشق عقب إصدار عباس مرسوم الانتخابات وطمأنتها إلى أنّ ذلك لن يؤثر على المصالحة وأنّ بالإمكان إرجاء موعد الانتخابات إلى موعد لاحق يُتوافَق عليه».
إلى ذلك، قالت حركة «الجهاد الإسلامي»، في بيان وزعته على هامش مسيرة كشفية نظمتها في الذكرى الـ14 لاغتيال القيادي فتحي الشقاقي، «التزامها تحقيق مصالحة حقيقية تضع حداً للانقسام تتوحد فيها كل فصائل العمل الوطني والإسلامي في مواجهة العدوان والاحتلال ومخططاته التوسعية والاستعمارية».