إشارات توتر جديدة ظهرت أمس بين «حماس» والقاهرة؛ فإلى جانب ملف المصالحة، والورقة التي تتهم الحركة الإسلامية السلطات المصرية بتعديلها، يأتي موضوع وفاة شقيق أحد قادة «حماس» داخل السجون المصرية بسبب التعذيب ليزيد من تعقيد الأمور
غزة ــ قيس صفدي
رفض المتحدث باسم حركة «حماس»، سامي أبو زهري، تقريراً للطب الشرعي المصري يقضي بأن وفاة شقيقه يوسف، في الـ11 من الشهر الجاري في أحد السجون المصرية، كانت «طبيعية وليست بسبب التعذيب»، متوعّداً بـ«فضح جريمة التعذيب». وقال إن عائلته ستلجأ إلى المنظمات الحقوقية، وسيثير القضية على جميع المستويات الحقوقية.
ونقلت صحيفة «اليوم السابع» المصرية عن أبو زهري قوله إن جثة شقيقه وصلتهم إلى قطاع غزة من دون بعض أجزاء من جسده، مثل «لسانه»؟ وتساءل «لماذا قاموا بتشريح الجثة من دون علمنا أو موافقتنا، ومن دون وجود أيّ من أفراد أسرته؟ ولماذا أخفوا عنا خبر الوفاة لمدة أربعة أيام حتى عرفنا بخبر الوفاة من أصدقائه في السجن؟».
‏في المقابل، رفض وكيل لجنة الشؤون العربية في مجلس الشعب، النائب عن الحزب الوطني الحاكم حيدر بغدادي، تصريحات أبو زهري، واصفاً إياها بأنها «تلفيقات وادّعاء كاذب». وسأل «لماذا يقول هذا الكلام بعد مرور 10 أيام على تسلّمه جثة أخيه؟».
غير أن عائلة أبو زهري أعلنت فقدان أجزاء من جسد نجلها منذ اليوم الأول لتسلّمه، بحسب فحوص طبية فلسطينية. وشدد النائب المصري على أن بلاده على «استعداد للجوء إلى الطب الشرعي الأجنبي لكشف هذه الأكاذيب».
وفي السياق، دعا المتحدث باسم الحكومة المقالة طاهر النونو القيادة المصرية إلى تسهيل عبور قافلة «أميال من الابتسامات» التضامنية، الآتية من أوروبا إلى غزة، نظراً إلى الاحتياج الفعلي لما تحمله من أدوية ولوازم صحية تخصّ الأطفال والمعاقين. ويشار إلى أن القافلة محتجزة في ميناء بور سعيد المصري منذ نحو أسبوعين.
وفي سياق المناكفات الداخلية، اتهم وزير العدل في حكومة «حماس»، محمد فرج الغول، الرئيس محمود عباس بأنه «يُعدّ لأكبر عملية تزوير للانتخابات المقبلة، من خلال إلغاء قانون الانتخابات الرقم (9) لسنة 2005، الذي جرت بموجبه انتخابات 2006، وتفصيل انتخابات رئاسية وتشريعية على مقاسه». وقال «إن انتهاك عباس للقانون واضح وجلي من عدة جهات، أولاها أنه مغتصب للسلطة الرئاسية والتنفيذية والتشريعية».
وردّت حركة «فتح» بأنها ماضية في اتجاه المصالحة الوطنية وعقد الانتخابات من دون تردّد، معتبرةً أن قرار «حماس» من الانتخابات لم يفاجئها، «لأن هدف حماس تدمير النظام السياسي الفلسطيني لتصبح هي البديل منه».
وقال المتحدث باسم حركة «فتح»، فايز أبو عيطة، إن امتناع «حماس» عن التوقيع على ورقة المصالحة المصرية جاء «بهدف التهرّب من الاستحقاق الدستوري بإجراء الانتخابات».
إلى ذلك، عبّر وفد طبي أميركي عن صدمته من الآثار التدميرية التي خلّفتها الحرب والحصار على القطاعين الصحي والنفسي في غزة. وطالب أعضاء وفد «أطباء من أجل المسؤولية الاجتماعية»، في مؤتمر صحافي، أصحاب القرار في الولايات المتحدة بالحضور إلى غزة لمشاهدة هذه الآثار والتحدث إلى المتضررين مباشرة.
‏وكان رئيس الوزراء المقال إسماعيل هنية قد أكد، في لقائه مع الوفد مساء أول من أمس، أن «حماس ليست ضد السلام، بل هي معه». وقال إنه «لن يكون لدينا أي إحراج في إجراء حوار مع الإدارة الأميركية برئاسة باراك أوباما»، مبدياً ترحيب الحركة باللغة الجديدة للرئيس الأميركي، التي «نريدها أفعالاً لا أقوالاً فقط».