strong>محمد بديرتضاربت ردود الفعل الإسرائيلية بين مرحّبة ومتشكّكة في إعلان الرئيس السوري بشار الأسد، من كرواتيا، استعداد بلاده للسلام، في وقت كشفت فيه تقارير إعلامية عبرية عن عرض تقدم به الرئيس الكرواتي، ستيفان ستيبان ميسيتش، إلى تل أبيب للتوسط بينها وبين دمشق. ورحّب وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك بتصريح الأسد في زغرب. ورأى، في مقابلة مع الإذاعة الإسرائيلية، أن الموقف الذي أعرب عنه الأسد «ينطوي على أهمية بالغة، ويجب عدم إبقائه من دون ردّ»، مضيفاً أن «هناك مجالاً لتحقيق السلام مع سوريا ويجب إخراجها من دائرة العنف في المنطقة، لأنها حجر الزاوية في أي تسوية إقليمية مستقرة». وشدد على وجود شروط إسرائيليّة للتوصل إلى سلام مع سوريا، مشيراً إلى أن تل أبيب ستطالب بترتيبات أمنية، وبتحويل منطقة معينة في الجولان إلى منطقة منزوعة السلاح، فضلاً عن ضمان عمل منظومات للإنذار المبكر.
وتكمن أهمية تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي في أنها تنطوي على إقرار ضمني بمبدأ الانسحاب من الجولان، في إطار مقاربة تل أبيب للتسوية مع دمشق، رغم أنها تتعارض مع الموقف المعلن لرئيس حكومته بنيامين نتنياهو، الذي رفض في أكثر من مناسبة «التنازل» عن الجولان.
وفي معزل عن الأبعاد الحقيقية لموقف باراك، فإن مسؤولين آخرين تكفّلوا بإعادة تصويب البوصلة الإسرائيلية باتجاه الموقف «التقليدي» الذي درجت عليه دبلوماسية تل أبيب منذ سنوات. والمفارقة أن يأتي هذا التصويب على لسان نائب باراك، متان فلنائي، الذي تشكّك في جدية النيّات السورية، مناقضاً ما قاله رئيسه المباشر.

الرئيس الكرواتي عرض الوساطة بين سوريا وإسرائيل، ونتنياهو اهتم بمعرفة «طبائع الأسد»


وقال فلنائي، في مقابلة مع إذاعة الجيش أمس، إن «سوريا مستمرة في إمرار أسلحة إلى حزب الله، ولذلك فإنّ من الصعب أخذ دعواتها إلى إجراء مفاوضات مع إسرائيل على محمل الجد».
وللدلالة على «أصالة» الموقف الذي عبّر عنه فلنائي، كان للنائب الثاني لرئيس الحكومة الإسرائيلية، سيلفان شالوم، تصريح في الاتجاه نفسه. ورأى أن هدف دمشق من وراء إعلانها الرغبة في استئناف مفاوضات السلام هو الحصول على الاعتراف الدولي.
ونقلت صحيفة «هآرتس» عن مصدر سياسي إسرائيلي قوله إن الرئيس الكرواتي، الذي زار إسرائيل الأسبوع الماضي، مرّر رسالة من الأسد إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، جاء فيها أن سوريا معنية باستئناف المفاوضات مع إسرائيل وعرض الوساطة بين الدولتين. وبحسب المصدر نفسه، فإن نتنياهو اهتم بالاطلاع من ميسيتش على جوانب تتعلق بشخصية الأسد «وطبائعه ومدى نضجه لإبرام اتفاق سلام مع إسرائيل، واستعداده للتقرّب من الغرب». وأعلن أمام ضيفه أنه مستعد لاستئناف المفاوضات مع سوريا من دون شروط مسبقة، شرط أن تكون مفاوضات مباشرة.