نتنياهو مع الضغط على السلطة لاستئناف التفاوضعلي حيدر
عبّر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، خلال لقائه المبعوث الأميركي الخاصّ جورج ميتشل، أمس عن أمله في أن تسهم محادثاته مع الأميركيين في «إحياء مفاوضات السلام بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية في أسرع وقت».
وكانت تقارير إعلامية إسرائيلية قد تحدّثت عن أن نتنياهو سيطلب من ميتشل ممارسة الضغوط على الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، كي يوافق على تجديد المباحثات في مقابل «مبادرات حسن نية» من جانب إسرائيل تجاه السلطة. ولفتت إلى أن نتنياهو سوف يؤكد أنه في حال عدم تجديد المحادثات واستمرار الجمود، سيكون على استعداد لدراسة مسارات أخرى، مثل تسوية مؤقتة.
من جهة أخرى، ذكرت صحيفة «هآرتس» أن عباس أكّد أنه كان على وشك التوصل إلى اتفاق مع رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق، إيهود أولمرت، على جميع القضايا، مشيرة إلى أنه «يخشى من أن رئيس الحكومة الإسرائيلية لا يزال هو بنيامين نتنياهو نفسه منذ عام 1996»، معبّراً عن شعوره بالاشتياق إلى أولمرت.
ونقلت «هآرتس» عن مصادر إسرائيلية سبق أن التقت عباس قوله إنه رغم أن الجميع يقولون إن «نتنياهو براغماتي وتغيّر فإنه لا يرى ذلك» على أرض الواقع. وأضافت المصادر نفسها إن عباس يحذّر من أن «الوقت قصير جداً لإحداث تغيير في الاتجاه السلبي لعملية السلام». كما أكدت الصحيفة أن آمال عباس معقودة على زيارة وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، التي تصل اليوم إلى المنطقة، والتي يمكن أن تؤدّي محادثاتها في إسرائيل إلى فتح ثغرة في الطريق المسدود. وأضافت إن «عباس يعطي نتنياهو فرصة لا تزيد على أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع فقط يجب أن يحصل شيء ما خلالها».
موفاز يعدّ خطة بديلة ترتكز على دولة فلسطينية بحدود مؤقتة
وفي السياق، قال مسؤول أميركي إن كلينتون ستلتقي عباس في أبو ظبي اليوم. وأوضح أنه من المقرر أن تتوجه كلينتون، التي تختتم زيارة استغرقت ثلاثة أيام لباكستان، إلى أبو ظبي حيث ستلتقي كلّاً من عباس وقادة الإمارة. كما يتوقع أن تجتمع كلينتون بنتنياهو في مطلع الأسبوع المقبل.
في هذا الوقت، نقل مسؤول أميركي عن ميتشل قوله إن «الطريق لا تزال مسدودة»، والفجوات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية لا تزال كما هي، وإن الولايات المتحدة «مدركة لوجود ظروف سياسية يصعب تحقيق أيّ تقدّم معها، مثل إمكان إجراء انتخابات للسلطة الفلسطينية في الشهور القريبة».
إلى ذلك، ذكر موقع «يديعوت أحرونوت» أن القيادي في حزب «كديما» المعارض، شاؤول موفاز، يعكف مع عدد من الخبراء على وضع خطة ترتكز على إقامة دولة فلسطينية في حدود مؤقتة تصل إلى 50 إلى 60 في المئة من أراضي الضفة الغربية، وخصوصاً في مناطق «أ» و«ب»، الواقعة تحت مسؤولية السلطة الفلسطينية.
ونقل الموقع عن موفاز قوله إنه «حان الوقت لكي يثبت الفلسطينيون أنهم قادرون على الحكم»، مضيفاً إنه «يقترح البدء بمفاوضات محددة ضمن جدول زمني بشأن القضايا الجوهرية، مثل القدس (التي يرفض تقسيمها) واللاجئين والحدود الدائمة».
وأضاف الموقع، نقلاً عن مصادر، إن «موفاز على استعداد للالتزام أمام العالم، وتقديم ضمانات بأن الدولة الفلسطينية النهائية لن تكون على أقل من 92 في المئة من مساحة الضفة الغربية، هذا إلى جانب دعوته إلى ضم الكتل الاستيطانية الكبرى إلى إسرائيل في مقابل استبدالها بمناطق من أراضي إسرائيل». كما لا يعارض أن تساعد قوات دولية الفلسطينيين في «الدولة الجديدة» إذا اقتضت الضرورة.
ويرى موفاز أيضاً أنه «لا مناص من إخلاء البؤر الاستيطانية المعزولة»، حيث يعيش ما يقرب من 65 ألف مستوطن، وهو «يقترح تقديم تعويضات سخية إلى المستوطنين، وأراض بديلة تعويضاً عن مكوثهم في المستوطنات لمدة طويلة».