رفضت الحكومة اليمنية، التي تخوض قتالاً شرساً مع الحوثيين على جبهتها الشمالية، عرضاً لوقف إطلاق النار تقدم به زعيم المتمردين عبد الملك الحوثي، بالتزامن مع إطلاق الجيش اليمني المرحلة الثانية من عملية «الأرض المحروقة»لم تُبدِ الحكومة الحكومة اليمنية استعداداً للتجاوب مع المبادرة التي أطلقها المتمردون الحوثيون للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في محافظة صعدة التي تشهد معارك دامية بين الطرفين منذ أكثر من ثلاثة أسابيع، وجددت في المقابل تمسكها بالشروط الأمنية الستة التي سبق أن أعلنتها اللجنة الأمنية العليا.
ونقلت وكالة الأنباء اليمنية «سبأ» عن مصدر مسؤول في اللجنة الأمنية العليا أن «ما أعلنه أولئك العناصر (الحوثيون) بشأن ما سمّوه مبادرة لوقف إطلاق النار لم يأتوا فيه بأي جديد». وأوضح أن «هناك نقاطاً ست سبق أن أعلنتها اللجنة الأمنية العليا على أولئك العناصر الالتزام بها دون أي انتقائية وإثبات حسن نيتها في الجنوح للسلم»، من خلال «إيقاف كل الأعمال التخريبية وقطع الطرقات، والاعتداءات على المواطنين وأفراد القوات المسلحة، والأمن وإزالة المتفجرات التي زرعوها لعرقلة حركة السير في الطرقات والالتزام بالنقاط التي سبق الإعلان عنها».
وكان بيان أصدره المكتب الإعلامي للحوثي عرض فيه مبادرة لإيقاف الحرب، مشيراً إلى أنها «تأتي من موقع قوة، لا من ضعف». ومن أهم نقاط المبادرة التي طرحها الحوثيون رفع المظاهر العسكرية، وانسحاب الجيش إلى معسكرات ومعاقله قبل المواجهات، في مقابل انسحاب الحوثيين من المواقع التي يسيطرون عليها.
وعلى الصعيد الميداني، واصل الطيران اليمني أمس توجيه ضرباته لمعاقل الحوثيين، بالتزامن مع بدء الجيش المرحلة الثانية من عملية «الأرض المحروقة» في منطقة حرف سفيان بهدف فتح الطريق بين صنعاء وصعدة التي أغلقها المتمردون.
وفي السياق، نفى مصدر عسكري مسؤول أمس ما أعلنه أتباع الحوثي عن سقوط اللواء 105 في أيديهم واحتلال مواقعه والاستيلاء على أسلحته وذخيرته. وأوضح المصدر أن وحدات القوات المسلحة والأمن «تواصل مطاردة فلول عناصر التمرد والإرهاب في منطقة محضة»، مبيناً أنه جرى تطهير مزارع الحسيني والكبرى العنقرة التي كان يتمترس فيها عناصر التخريب والإرهاب وتكبد أولئك العناصر التخريبيون خسائر كبيرة».
في المقابل، عرض الحوثيون، في تقرير تلفزيوني، تسجيلاً يظهر جنوداً يمنيين أسرى وهم يعرّفون بأنفسهم والألوية التي ينتمون إليها والضباط المسؤولين عنهم، واعترفوا بأنهم أُسروا في الأول من شهر رمضان في موقع صيفان ومديرية سفيان في محافظة عمران.
في غضون ذلك، أكدت منظمات المساعدة الإنسانية التابعة للأمم المتحدة أن الوضع الإنساني في شمال اليمن، وخصوصاً في صعدة، «مأسوي ويزداد تفاقماً»، فيما تتولى السلطات السعودية طرد آلاف من سكان صعدة الذين يلجأون إليها، خوفاً من تدفق اللاجئين. وأوضح عدد من المواطنين، بينهم أحمد محمد علي الذي نزح مع أفراد أسرته المكونة من 12 فرداً هرباً من المعارك، أن السلطات السعودية أعادتهم إلى منفذ الطوال الحدودي حيث سلمتهم للسلطات اليمنية التي أوصلتهم بدورها إلى مخيم المزرق بعد ساعات فقط من دخولهم الأراضي السعودية.
بدورها، قالت المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي، إيميليا كاسيلا «إن نحو 150 ألف شخص نزحوا جراء النزاع، بينهم مئة ألف يبحثون حالياً من دون جدوى عن مكان آمن في محافظة صعدة والمحافظات المجاورة».
إلى ذلك، ناشد حزب جبهة العمل الإسلامي في الأردن الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى التدخل لـ«وأد الفتنة المتصاعدة» في اليمن.
(أ ف ب، رويترز)