Strong>«هآرتس»: موافقة إسرائيلية على تجميد للاستيطان ومبادرات تطبيعية من الدول الخليجيّةلم يعد الحديث عن القمة الثلاثيّة، الأميركية ـــــ الإسرائيلية ـــــ الفلسطينية، مجرّد تكهّنات صحافيّة، بعدما تمّ تأكيدها من مصادر متقاطعة، أشارت إلى أن القمة من المفترض أن تشكّل تدشيناً لعودة المفاوضات في مسار مختلف عن «أنابوليس»

علي حيدر
نقلت صحيفة «هآرتس» عن دبلوماسيين أوروبيين ومسؤولين إسرائيليين رفيعي المستوى تأكيدهم أن المبعوث الأميركي للشرق الأوسط، جورج ميتشل، وكبار المسؤولين في البيت الأبيض شددوا على أنه «ليس لدى الرئيس الأميركي باراك أوباما خطة سلام جديدة، بل مسار سياسي» يختلف عن «مسيرة أنابوليس»، ويستند إلى عدة مبادئ تتركز على أن تكون «خريطة الطريق» هي أساس المحادثات ووفق جدول زمني يستمر لسنتين. مع مشاركة أميركية فاعلة في المحادثات على عكس مسيرة أنابوليس.
ولفتت «هآرتس» إلى أن الأميركيين شددوا للسفراء الأوروبيين على أنهم معنيون أيضاً باستئناف المفاوضات على المسارين السوري واللبناني، إلا أن الأمر سيستغرق بضعة أشهر أخرى، «ويعود ذلك إلى رغبة الأميركيين في إجمال قضايا تتعلق بالعلاقات الأميركية السورية، وبالعلاقات السورية اللبنانية والعلاقات الإسرائيلية اللبنانية، قبل الوصول إلى المفاوضات».
وأطلع مسؤولون في البيت الأبيض الدبلوماسيين الأوروبيين على أن الولايات المتحدة ستعلن خلال الأسابيع المقبلة اتفاقاً حول «إجراءات بناء ثقة» تبلورت مع كل الأطراف في الشرق الأوسط، تمهيداً لاستئناف المفاوضات بين إسرائيل والسلطة. لكن مسؤولاً في البيت الأبيض أكد «أننا لم نحقق ما أردناه من إسرائيل ومن الدول العربية بنسبة مئة في المئة، ولكننا حققنا ما يكفي لاستئناف المفاوضات»، على أن توافق إسرائيل في إطار هذا الاتفاق على تجميد مؤقت وجزئي للبناء في المستوطنات، من دون أي تفصيل يتعلق بمدة تجميد البناء، على أن يحسم هذا الأمر نهائياً في اللقاء المقبل مع الفريق الإسرائيلي المفاوض. لكن مصادر سياسية إسرائيلية أوضحت أن الحديث يدور عن فترة تمتد من 6 إلى 9 أشهر على الأقل، فيما ذكر مصدر آخر 12 شهراً.
في هذا الوقت، أكد مسؤولون أميركيون نجاحهم في الحصول على موافقة دول عربية على مبادرات تطبيعية تجاه إسرائيل، لكنهم رفضوا الدخول في تفاصيل المبادرات التي ستتخذها كل دولة. وأشار الأميركيون إلى أن السعودية فقط لم توافق على القيام بمبادرات تجاه إسرائيل، بل تجاه السلطة الفلسطينية فقط، وستقدم لحكومة سلام فياض بضع مئات من ملايين الدولارات. وأشار دبلوماسيون أوروبيون مطّلعون إلى أن قطر ستعيد فتح الممثلية الإسرائيلية في الدوحة، كما ستوافق بعض الدول على تحليق طائرات آتية مباشرة من إسرائيل، فوق أراضيها، بالإضافة إلى عبور طائرات إسرائيلية لمجالها الجوي، أضف إلى موافقة دول الخليج على منح تأشيرات دخول للسياح ولرجال الأعمال الإسرائيليين.
وكان الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز قد أكد، في مقابلة مع قناة «فوكس نيوز» الأميركية، أن الرئيس الأميركي باراك أوباما سيدعو إلى قمة ثلاثية تضم إليه رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس، وتهدف إلى استئناف عملية السلام. وأضاف أنه لا يوجد حتى الآن اتفاق بخصوص تجميد البناء في المستوطنات، إلا أن «المفاوضات جارية. (لكن) أعتقد أن هناك حلاً لها أيضاً». الحل لم يظهر من كلام بيريز، خلال زيارته لمدرسة عربية في الأراضي المحتلة عام 1948، إذ أشار إلى «ضرورة مواصلة البناء في مستوطنات القدس الشرقية وفي أحيائها العربية أيضاً».
وفي السياق، أشار الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا أمس، من بيروت، إلى إمكان عقد قمة فلسطينية ـــــ أميركية ـــــ إسرائيلية على هامش الدورة الـ 64 للجمعية العمومية للأمم المتحدة.


قال وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك (الصورة) إن تحرير الجندي الإسرائيلي الأسير في قطاع غزة جلعاد شاليط لن يتم بأي ثمن، مشيراً إلى معارضته شروط «حماس» لتنفيذ صفقة تبادل الأسرى.
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن باراك قوله، لطلاب مدرسة في جنوب إسرائيل، «إنني اقترح ألا تتباكوا لأن تحرير شاليط لن يتم بأي ثمن». وأضاف «هناك جهود تبذل من أجل إعادة جلعاد إلى بيته، ويتم بذل هذا الجهد كل يوم من جانب أفضل الأدمغة في دولة إسرائيل». وتابع «اقترح على شعب إسرائيل كله ألا يفكر بمصطلحات بكائية ولا بمصطلحات فقدان البوصلة. وقد واجهنا اختبارات صعبة جداً في الماضي ولا تزال هناك صراعات أمامنا، وينبغي محاربة كل الصعوبات حتى ننتصر».
(يو بي آي)