استدعت وزارة الخارجية السورية، أمس، رؤساء البعثات الدبلوماسية المعتمدين في دمشق لإطلاعهم على الموقف السوري من الوضع الراهن للعلاقة السورية ـــــ العراقية على خلفية الأزمة القائمة، فيما يكثّف وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو من جهوده للتوصل إلى انفراج. وأوضحت وزارة الخارجية السورية، في بيان، أن «سوريا كانت سبّاقة إلى إدانة التفجيرات الإرهابية». وتساءلت الوزارة عن مصلحة سوريا من وراء هذه التفجيرات، مشيرة إلى أنه «أُعلن إقامة مجلس للتعاون الاستراتيجي الشامل، وذلك قبل يومين من وقوع التفجيرات». وأشارت إلى أن وزير الخارجية وليد المعلم كان قد أبلغ نظيره العراقي هوشيار زيباري أن «الحرص على العلاقات السورية العراقية يتطلّب من العراق تأليف وفد أمني عراقي يحمل الأدلة والوثائق الحقيقية التي لديه عمّن يقف وراء تلك التفجيرات»، مؤكدة أنه إذا ثبتت صحة هذه الادّعاءات، فإن سوريا جاهزة للتعاون، وستتخذ الإجراء المناسب.وذكر البيان أن المعلم أوضح لزيباري أن «اللجوء إلى وسائل الإعلام وتلفيق الأدلة عبر الفضائيات واستدعاء السفير ستؤكد وجود قرار سياسي عراقي بتخريب العلاقات السورية ـــــ العراقية، الأمر الذي يستوجب من سوريا في المقابل اتخاذ الإجراءات المناسبة».
وبخصوص الوساطة الإيرانية والتركية، أشارت الوزارة إلى أن سوريا رحّبت بالدور الإيراني وكذلك بالدور التركي لمنع تدهور العلاقات، حيث قام وزيرا خارجية البلدين بزيارة بغداد ودمشق في مسعى لاحتواء الأزمة. وأضافت الوزارة «إن ما يذكره بعض المسؤولين العراقيين، من أنهم قدّموا لسوريا عبر وزير خارجية تركيا ما لديهم من أدلة بشأن التفجيرات التي وقعت، لا يعبّر عن الحقيقة، لأن ما قدّموه لا يمتّ بصلة إلى التفجيرات الأخيرة، لكنه كان موضع مداولات بين سوريا والعراق في الماضي».
في هذا الوقت، بدأ وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو بزيارة إلى القاهرة تستغرق ثلاثة أيام، سيبحث خلالها مع وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط وعدد من المسؤولين في القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، ومن ضمنها الأزمة العراقية ـــــ السورية.
وأعلن أبو الغيط ترحيب بلاده بوساطة تركيا بين العراق وسوريا. وقال في مؤتمر صحافي مشترك مع داوود أوغلو، إن الأخير التقى الرئيس المصري حسني مبارك وعرض عليه تقريراً عن الجهود التركية وشرحاً لها، في مواجهة الوضع الأخير بين العراق وسوريا. وأكد أنه «في ما يتعلق بالوضع بين العراق وسوريا، فإننا نرحّب بجهد تركيا في هذا الصدد، لأنها جزء من الإقليم».
من جهته، أشار داوود أوغلو إلى إنه «ليس وسيطاً بين العراق وسوريا، لأنه ببساطة لا يرى أن سوريا والعراق طرفين، بل هما ونحن طرف واحد وأشقاء... كل دوري هو مساعدة الشقيقين على تجاوز الموقف الراهن». أضاف «سياستنا هي ضرورة أن نعمل على احتواء مثل هذه المواقف»، مشيراً إلى أنه لمس توجّهاً إيجابياً وبنّاءً للغاية في كل من العراق وسوريا.
من جهته، دعا نائب الرئيس العراقي عادل عبد المهدي إلى معالجة الأزمة مع سوريا بالحوار والدبلوماسية، قائلاً إن «التصعيد والتوتر لا يفيدان العراق ولا سوريا ولا دول المنطقة». ورأى، في حوار مع قناة «الحرة»، أن «التوتر مع الجارة سوريا غير مقبول، نحن نريد علاقات جيدة وعلاقات صداقة وحل المشاكل عن طريق الحوار وعن طريق الدبلوماسية». وأضاف «كلّنا يعلم اليوم أن «القاعدة» أعلن مسؤوليته عن هذين التفجيرين، وتم التعرّف إلى الانتحاريين. وكما أظهرت المعلومات، فهما كانا من معتقلي سجن بوكا، كذلك قامت شبكة من الإرهابيين بهذا العمل».
(يو بي آي، أ ف ب، الأخبار)