لم تعد هوية منفذي التفجيرات الأخيرة في قطاع غزّة مجرّد تكهنات بعد بيان التبني الذي أصدرته مجموعة سلفيّة، فيما أعلنت حركة «حماس» أن تحقيقاتها أظهرت علاقة بين «جند أنصار الله» وإسرائيل
غزة ــ قيس صفدي
أعلن مسؤول أمني في حكومة «حماس» أن التحقيقات مع عدد من المعتقلين على خلفية المواجهة مع عناصر سلفية متشددة أثبتت ارتباطهم بالاستخبارات الإسرائيلية. وقال المسؤول في جهاز الأمن الداخلي، محمد لافي، إن «التحقيق مع العديد من الأفراد الذين اعتقلوا في الأحداث الأخيرة (أثبت) أنهم على علاقة بالاستخبارات الإسرائيلية»، لافتاً إلى «وجود شريط مصوَّر لمكالمة بين ضباط إسرائيليين وبعض هذه العناصر».
وكان لافي يشير إلى المواجهات مع جماعة «أنصار جند الله»، التي أوقعت 28 قتيلاً، بينهم 12 من أتباع الجماعة السلفية المتشددة وزعيمها عبد اللطيف موسى، و6 من عناصر أمن «حماس»، في 14 الشهر الماضي.
واتهم لافي، في ورشة عن «دور المنتديات الحوارية في نشر فكر التطرف بين الشباب» في مدينة غزة، أمس، جهات تقف وراء مواقع إلكترونية منها «منتدى الفلوجة والملتقى الفتحاوي» بالتحريض والتكفير وبثّ الأفكار المتطرفة، ونشر قصص وأحداث مفبركة بغرض زعزعة الأمن في غزة. ووصف لافي المواقع التي تبثّ الفكر التكفيري بـ«التنظيم الأمين المتكامل»، موضحاً أن لهذه «المنتديات سياسة وتنسيب أعضاء ومواقف من الأحداث الجارية وتقدم مكافآت وعقوبات، وتتستر بأحاديث وآيات تذكرها في غير موضعها».
بدوره، قال المتحدث باسم حركة «حماس»، سامي أبو زهري، إن «هذه المواقع والمنتديات تحاول تحريض الشباب على الحركات الوسطية، ولا سيما حماس»، لافتاً إلى أن كثرة أوقات الفراغ النفسي والذهني والوقت تجعل لها تأثيراً على الشباب. وأضاف أن «هذه المواقع تستهدف في هذه المرحلة الشباب المختلفين مع «حماس» سياسياً أو من له وجهة نظر ضدها»، مشيراً إلى «نشر هذه الجماعات للأفكار التكفيرية والعمليات التي ينفذونها والسلاح وكيفية إعداده لجذب الشباب لاعتناق أفكارها والالتحاق بها».
من جهته، قال النائب عن «حماس» يونس الأسطل «إنّ من المفترض رصد مثل هذه المواقع والأفكار التي تداولها وتأصيل ردود عليها، وترشيد مواقع تبث الفكر الوسطي وبيان أن التشدد ليس من سمة الدين الإسلامي»، مطالباً «بمعالجة الأسباب التي تجذب الشباب وتحمسهم إلى مثل هذه الجماعات من مشاكل سياسية وحصار وانقسام داخلي».
إلى ذلك، تبنت جماعة سلفية تطلق على نفسها اسم «جند انصار الجهاد والسنة» اعتداءات استهدفت مطلع الأسبوع الجاري موقعين تابعين لحكومة «حماس» التي تسيطر على قطاع غزة منذ أكثر من عامين.
وقالت الجماعة، في بيان صحافي تلقت وكالة «فرانس برس» نسخة منه: «قامت مجموعة من مجاهدي أنصار الجهاد والسنّة العالمي بنصب ثلاث عبوات ناسفة بالقرب من مجمع أنصار وثانية في دوار منزل (الرئيس) محمود عباس الذي يبعد مئة متر عن أنصار وثالثة في المنطقة نفسها وفجّرت العبوات، وكانت انفجارات عنيفة قد ادّت إلى أضرار وإصابات»، غير أن مصادر أمنية وطبية أكدت في حينه عدم وقوع إصابات أو أضرار.
وأوضحت الجماعة أن ذلك جاء «استجابة لتوجيهات الهيئة الشرعية في تلقين حركة الكفر والردة حركة حماس وجهاز الأمن الداخلي التابع لها درساً نؤكد من خلاله أن مصائر مجاهدينا لا تتحكم فيها حركات كافرة». ودعا البيان «كافة إخوة الجهاد والمقاومة المخلصين إلى الاتحاد والتخطيط لتنفيذ عمليات مشتركة مؤثرة وموجعة ضد الكفرة المرتدين في حماس حتى نضع حداً لحكم المفسدين».