strong>لم تكتف بغداد بالأزمة التي تمر بها مع دمشق، والتي لا تزال تبعاتها مستمرة، لتفتح على نفسها جبهة جديدة مع طهران متهمةً إياها بتلويث مياه شط العرب
بحث رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، مع سفراء الدول العربية والأجنبية المعتمدين لدى العراق، تطورات الأزمة بين بغداد ودمشق، في وقت اتهمت فيه السلطات العراقية إيران بإحداث كارثة بيئية من خلال تلويثها لمياه شط العرب.
وذكرت فضائية «العراقية» الحكومية أن المالكي أطلع السفراء على مبررات مطالبة حكومته لدمشق بتسليم المسؤولين عن تفجيرات يوم الأربعاء الدامي والأدلة التي قدمها العراق لسوريا عبر وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو.
ونقل بيان حكومي عن المالكي قوله إن «بعض دول الجوار رأت وجود القوات المتعددة مضراً بأمنها القومي وبدأت التدخل تحت ذريعة مقاومة الاحتلال. أما بعد انسحاب القوات الأميركية، فلم يعد هذا الأمر مقبولاً، لكن نعده عملاً عدوانياً». وأضاف: «لقد أصبحنا مضطرين للطلب من مجلس الأمن الدولي تأليف محكمة جنائية دولية لأن العراق يتعرض لتهديد جدي من دول الجوار».
وأكد المالكي أن «الأزمة مع سوريا ليست جديدة، فقد أجرينا اتصالات على مستويات متعددة مع المسؤولين السوريين تتعلق بنشاط قادة حزب البعث المنحل والمنظمات الإرهابية التي تعمل ضد العراق من الأراضي السورية». وتابع: «قدمنا معلومات ووثائق خلال زيارتنا الأخيرة لدمشق ولقائنا المسؤولين السوريين، سمعنا منهم كلاماً طيباً عن التعاون، لكن نشاطات هذه المنظمات لم يتوقف بل تصاعد». وأوضح قائلاً: «قدمنا معلومات عن اجتماع عُقد في الزبداني في الثلاثين من تموز الماضي ضم بعثيين وتكفيريين في حضور المخابرات السورية... لماذا الإصرار على إيواء المنظمات المسلحة والمطلوبين للقضاء العراقي والإنتربول؟ ولماذا يسمحون للفضائيات التي تعرض كيفية صناعة المتفجرات، بينما لا يسمحون بصوت معارض لهم؟».
وتابع رئيس الوزراء العراقي يقول: «رحبنا بالوساطة التركية وقدمنا معلومات وخرائط وقلنا لوزير (الخارجية أحمد داوود أوغلو) أن الجانب السوري سينكر وذكّرناه بقضية عبد الله أوجلان»، الذي كان مقيماً في دمشق إبان التسعينيات.
من جهة ثانية، اتهمت السلطات العراقية جارتها الشرقية إيران بإحداث كارثة بيئية في شط العرب، إثر تحويلها مجرى نهر الكارون وإلقاء مخلفات أدت إلى تلوث مياهه وارتفاع نسبة الملوحة فيها.
وقال مدير إدارة الموارد المائية في العراق، عون ذياب، إن «السلطات الإيرانية بدأت منذ عام 2002، بإقامة سدود على نهر الكارون، ما أدى إلى تدفق المياه على نحو قليل، ثم ما لبثت أن أغلقت النهر إغلاقاً كاملاً العام الحالي، وحولت مجراه إلى نهر بهمن شير». وتابع: «إنها تستخدم شط العرب حالياً مكباً لنفايات المصافي ومياه الصرف الصحي، ما يؤدي إلى تلوث كبير وارتفاع نسبة الملوحة». وحذر ذياب من «كارثة بيئية» في شط العرب. وأضاف أن ما يحدث لمياه شط العرب هو «أزمة بيئية كبيرة» و«يؤدي إلى عواقب كبيرة بالنسبة إلى سكان مدينة البصرة».

بغداد تتّهم طهران باستخدام شط العرب مكباً لنفايات المصافي ومياه الصرف الصحي

في هذا الوقت، قال مسؤول رفيع المستوى في القوات الجوية الأميركية إنها تُعدّ حالياً عدة خيارات للوفاء بطلب عراقي للحصول على طائرات مقاتلة من طراز «إف ـــــ 16». وقال نائب مساعد قائد القوات الجوية للشؤون الخارجية، بروس ليمكن، أول من أمس، إن مقاتلات «إف ـــــ 16» سواء كانت حديثة أو حُدِّثَت فهي قد تكون عنصراً رئيسياً في تعزيز قدرة القوات الأميركية والعراقية على العمل معاً في المستقبل.
وكان وزير الدفاع العراقي عبد القادر جاسم قد أشار في تموز إلى أن العراق لديه «بدائل كثيرة» للحصول على طائرات مقاتلة إذا لم تزوده الولايات المتحدة مقاتلات «إف ـــــ16». وتتنافس كل من فرنسا وروسيا والصين ودول أخرى على توفير قائمة بمليارات الدولارات من الأسلحة التي يرغب العراق في الحصول عليها.
ميدانياً أعلن الجيش الأميركي في العراق مقتل 2 من جنوده وجرح 5 آخرين في حادث انقلاب عربة عسكرية كانوا يستقلونها في محافظة ديالى شمالي شرقي بغداد أول من أمس. ولم يورد البيان مزيداً من التفاصيل عن الحادث وملابساته، مكتفياً بالقول «إن اسمي الجنديين القتيلين لن يعلنا إلا بعد إبلاغ ذويهما بوفاتهما».
إلى ذلك، بدأ رئيس الوزراء الأردني نادر الذهبي زيارة رسمية للعراق على رأس وفد حكومي رفيع. ويجري الذهبي خلال الزيارة مباحثات مع كبار المسؤولين العراقيين، في مقدمتهم الرئيس جلال الطالباني ورئيس الوزراء نوري المالكي تتركز على قضايا التعاون الثنائي في مختلف المجالات.
(يو بي آي، أ ف ب، رويترز)