لا تزال التصريحات العنصرية تتوالى من قبل المسؤولين الإسرائيليين تجاه العرب، وقد طالت أمس العرب الدروز. فقد هاجم المدير العام لمكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، أيال غباي، الطائفة الدرزية، وقال إن أفرادها «يفرضون الرعب». وقال غباي، خلال مؤتمر للمركز الإسرائيلي للإدارة عقد في تل أبيب، أمس، إنَّ «الجميع يرى إطلاق النار في الشوارع على الجرافات فتمتنع عن القيام بأعمال حفريات في أراضي الدروز، وقد تحولوا إلى كلمة تدبّ الرعب في الوزارات».وأعطى غباي مثالاً عن مدّ أنبوب غاز في خليج حيفا، وقال إنه «عندما تريد وزارة البنية التحتية وشركة غاز مدّ أنبوب ويتضح أنه يمر عبر أراضي الدروز، فإنه لا يمكن مدّه، إذ لا يمكن القيام بأي أعمال في أراضي الدروز».
وأثارت أقوال غباي غضباً وانتقادات واسعة من قبل نوّاب من أحزاب عربية ويهودية، إضافة إلى انتقادات من قبل الطائفة الدرزية، الأمر الذي دفعه إلى إصدار بيان توضيحي قال فيه إن «أقوالي لم تفهم كما ينبغي، وقصدت الإشارة إلى أولئك الذين لديهم أفكار مسبقة تجاه الوسط الدرزي بدلاً من التحدث معه». كما أصدر مكتب رئيس الوزراء توضيحاً قال فيه إن «المدير العام يكنّ بالطبع احتراماً بالغاً لمواطني إسرائيل الدروز ومساهمتهم البالغة جداً في دولة إسرائيل».
بدوره، عبّر الرئيس الروحي للطائفة الدرزية، الشيخ موفق طريف، عن أسفه لأقوال غباي، وقال إن الدروز يعانون من تمييز وإجحاف كبيرين جرّاء سياسة الحكومة ضد بلداتهم ومشاكلهم.
وقال عضو الكنيست سعيد نفاع، من حزب «التجمع الوطني الديموقراطي»، إن «غباي هو عنصري آخر من مدرسة العنصرية، والدروز هم الضحية وسياسة التمييز العنصرية والمستهزئة بحقوق الأقلية العربية، بمن فيهم الدروز، هي التي تدبّ الرعب». واستنكر رئيس تيار التوحيد اللبناني، وئام وهاب، التصريحات العنصرية لغباي. وأكد أن أسلوب التهجّم العنصري والخطاب المقزّز لم يكن «زلّة لسان». ووجّه رسالة إلى كل أبناء الطائفة الدرزية في فلسطين لكي يتّعظوا من هذه التصريحات، وخصوصاً أولئك الذين لا يزالون يراهنون على أن إسرائيل هي دولة حاضنة لهم، «فلقد انتهى زمن الكذب والدجل الصهيونيين بشأن حلف الدم المزعوم بين الدروز واليهود، وآن الأوان للعودة إلى حلف الدم العربي والإسلامي الذي كرّسه آلاف الشهداء الأبرار من أبناء هذه الطائفة على مرّ العصور».
(الأخبار، يو بي آي، أ ف ب)