لبنان يدفع مليون دولار شهرياً لسوريا رسم عبور!رشا أبو زكي
يشهد لبنان اليوم أولى التجارب الفنيّة تمهيداً لضخ الغاز المصري الى معمل دير عمار في شمال لبنان عبر الأراضي السورية، وذلك بعدما وقّع لبنان وسوريا ومصر منذ يومين على اتفاقية تتعلّق بقيمة رسم العبور المتوجّب على لبنان لمصلحة سوريا. وبعكس التصاريح التي لفتت في الأسابيع الماضية الى أن سوريا ستستوفي من لبنان رسم عبور رمزي، أكدت المصادر أن الاتفاقية الموقعة تُلزم لبنان بدفع أكثر من 70 سنتاً عن كل مليون BTU (وحدة حساب كمية الغاز)، كرسم عبور الغاز، وهذا ما أكدته صحيفة الوطن السورية، التي أشارت أمس الى أن سوريا ستستوفي الرسوم المتفق عليها كاملة، نافية أن تكون هذه الرسوم رمزية، مؤكدة «أنها عمل تجاري»، ولفتت الى أن رسم العبور سيصل الى حوالى مليون دولار شهرياً... وفي هذا الإطار، أوضحت مصادر في وزارة الطاقة والمياه في لبنان أن مفاوضات حثيثة جرت طيلة الفترة الماضية من أجل خفض قيمة رسم العبور المترتبة على لبنان، إلا أن سوريا تمسكت بموقفها نظراً إلى حجم الاستثمارات الكبيرة التي أنفقتها على تجهيز خطّ الأنابيب من الحدود الأردنية الى الحدود مع لبنان، وقالت هذه المصادر إن الجانب اللبناني سيستفيد من وفر يتجاوز 200 مليون دولار سنوياً نتيجة الفارق بين سعر الغاز وسعر المازوت المستخدم في تشغيل معمل دير عمار، أي نحو 16،5 مليون دولار شهرياً، وبالتالي فضّل المفاوضون اللبنانيون الاستجابة للطلبات السورية بدلاً من استمرار الخلاف، لأن كلفة عدم وصول الغاز بسرعة سيكبد لبنان خسائر أكبر من قيمة الرسم المفروض.

بدء التجارب... واستعداد لبنان

وأعلن الجانب السوري أمس الانتهاء تقريباً من الأعمال الفنية الأساسية لربط شبكة الغاز اللبنانية بالشبكة السورية، إذ إن عمليات حقن خط الغاز بين حمص وطرابلس ستبدأ صباح اليوم، لتتمكن الفرق الفنية من تنظيف الخط وإجراء التجارب لأجهزة القياس والتحكم. وشدد الجانب السوري على أن مصر ستزيد من الكميات التي تضخها في شبكة خط الغاز العربي لتتمكن سوريا من تمرير الكميات المتفق عليها إلى لبنان.
سيعمد الفنيون اليوم الى ضخ الهيدروجين في الأنابيب لمراقبة قدرتها على تحمّل الضغط
من جهتها، أوضحت مصادر لبنانية مطّلعة أن الفنيين سيعمدون اليوم الى ضخّ الهيدروجين في الأنابيب نحو لبنان، لمراقبة قدرة هذه الأنابيب على تحمل الضغط، أما ضخّ الغاز فمن المتوقع أن يبدأ في الخامس عشر من الشهر الجاري، إلا أن التشغيل الفعلي للمعمل على الغاز فينتظر وصول الفريق التقني من شركة «سيمنز» خلال الأيام القليلة المقبلة للإشراف على عملية انتقال المجموعات من العمل على المازوت إلى العمل على الغاز، ولتدريب العمال اللبنانيين على كيفية تسيير المعامل بواسطة الغاز، وهذه العملية ستستغرق حوالى شهر، ما سيقلّص من القدرة الإنتاجية للمعمل، خلال هذه الفترة.

حصة سوريا... كاملة

وأشار الجانب السوري الى أن لبنان سيستورد في المرحلة الأولى 30 مليون قدم مكعب من الغاز، لتصل الكميات المصدرة إلى لبنان في نهاية السنة الأولى إلى 60 مليون قدم مكعب، ورجحت أن يتيح اتفاق بيع الغاز المصري للبنان، لشبكة الغاز السورية، فرصة الحصول على حصتها كاملة من الاتفاقات الموقعة، وعلقت بالقول: «لا أحد تمرّ من أرضه الساقية ويعطش». وأعلنت الشركة السورية للغاز أنه تم تنفيذ المرحلة الأولى من مشروع خط الغاز العربي الذي يهدف إلى نقل وتسويق الغاز الطبيعي المصري والسوري الفائض إلى تركيا وأوروبا عبر الأراضي السورية، ويجري حالياً تنفيذ المقطع الأول من المرحلة الأخيرة وهو يمتد من محطة حلب الغازية إلى الحدود التركية والمتوقع الانتهاء منه في نهاية العام الجاري. ويمتد المقطع الثاني من منطقة الفرقلس حتى محطة غاز حلب.


200 مليون دولار

هي القيمة التي سيوفرها لبنان سنوياً نتيجة تشغيل مجموعات معمل دير عمار على الغاز الطبيعي بدلاً من المازوت، لافتاً الى الأثر البيئي الإيجابي لاستخدام الغاز وإطالة عمر وحدات الإنتاج، علماً بأن سعر الغاز المصري سيبقى ثابتاً في حال ارتفاع أسعار النفط عالمياً


9 سنوات من الانتظار