تمضي قوّات الجيش السوري وحلفائه وفق المسار المرسوم للعملية العسكريّة التي انطلقت قبل أيّام في ريفي حلب الجنوبي الشرقي، والجنوبي الغربي. التقدّم المستمرّ لم يتأثّر بعد بما يُتداول عن وصول شحنات جديدة من الصواريخ المضادة للدروع «تاو» إلى المجموعات المسلّحة. كذلك فإنّ محاولات الضغط التي قامت بها «كتائب ثوّار الشام» في الشيخ نجّار (الريف الشمالي الشرقي) لم تُحدث فارقاً.
ويؤكّد مصدر ميداني سوري أنّ «عمل قيادات المجموعات المسلحة وداعميها يتركّز حاليّاً على محاولات رفع الروح المعنوية أملاً في إيقاف الانهيار المستمر». المصدر قال لـ«الأخبار» إنّ «وصول دفعات جديدة من الأسلحة إلى الإرهابيين أمرٌ غير مُستبعد، لكنّه مأخوذٌ في حسباننا». ويرى المصدر أنّ «الآثار الميدانيّة لهذه الأسلحة قد تظهرُ في مرحلة تالية من العملية، لأنّ الغطاء الجوي الصديق (الروسي) يقوم بدوره في ضرب خطوط الإمداد الخلفيّة على أكمل وجه»، ما يعني «صعوبة وصول الإمدادات إلى المسلّحين على خطوط الاشتباك الحاليّة، خاصةً في ظل التقدّم السريع لقواتنا»، بحسب المصدر نفسه. كذلك، حرص المصدر على التقليل من شأن «المنعكسات المستقبليّة»، متوقّعاً أنّها «في حال حدوثها لن تتجاوز إبطاء التقدّم نسبيّاً». ويبدو أن عمليات الجيش تقوم في المرحلة الراهنة من العمليات على المزاوجة بين تكتيكين: أوّلهما «الصدمة والرعب» الذي يعتمد في الدرجة الأولى على التناغم بين العمليات البريّة والجويّة، كما يلحظُ أهميّة الهجوم الشامل. وثانيهما تكتيك «الجيوب والاندفاع» الذي يلحظ أهمية الحفاظ على التفوق وتشتيت المُدافعين عبر فتح عمليات متزامنة. ويعكس الميدان حتى الآن نجاحاً في تحقيق الأهداف المرسومة، سواء لجهة التقدّم على الأرض وتتالي سقوط مواقع المسلحين، أو لجهة الأثر النفسي في صفوف طرفي المعركة.

يسعى الجيش حتى الآن إلى التقدّم في مسارات ثلاثة
وفيما تنعكس النتائج إيجابيّاً في الروح القتاليّة لعناصر الجيش وحلفائه، فإنّ الأثر السلبي ما زال سيد الموقف في صفوف المجموعات. ويسعى الجيش حتى الآن إلى التقدّم في مسارات ثلاثة، أوّلها نحو الجنوب الغربي في اتجاه الزربة، وثانيها عبر توسيع السيطرة جنوباً نحو الحاضر، وثالثها في الجنوب الشرقي (في مواجهة «داعش» على هذه الجبهة) عبر توسيع السيطرة في محيط السفيرة والمحطّة الحرارية، إضافة إلى مواصلة التقدّم نحو فك الحصار عن مطار كويرس العسكري الذي يبدو أنّه بات مسألة وقت. واستمرّت غارات الطائرات الروسية في مواكبة عمليات الجيش وحلفائه، بدءاً من محيط الدكوانة (جنوب شرق) والباب (شرق)، مروراً بمحيط جبل عزّان وبنان الحص (جنوباً)، وصولاً إلى محيط خان طومان والزربة والعيس (جنوب غرب). كذلك تعمل وحدات متخصصة من الجيش على تمشيط وتثبيت السيطرة في المناطق التي يتم إخضاعها على مختلف الجبهات. وفي هذا السياق أحبطت أمس هجمات شنّها مسلّحو «داعش» على البقيجة (شرق)، وأخرى شنّتها المجموعات المسلّحة في محيط جبل عزّان والوضيحي (جنوب). إلى ذلك، شهدت المعارك مقتل عدد من القادة البارزين في المجموعات، على رأسهم إسماعيل ناصيف، «القائد العسكري لقطاع حلب» في «حركة نور الدين زنكي». كذلك خسر «جيش المجاهدين» قائده العسكري نوري محمد العبد، وقائد «كتيبة هاني عبيد» سعد أحمد عقاب، وخسرت «كتائب ثوار الشام» القائد الميداني بشار مقدم (الملقب بخطّاب).

الأكراد يهاجمون «النصرة»

إلى ذلك، أعلنت «وحدات حماية الشعب» الكرديّة أمس أنّها «دمّرت عربة عسكرية تابعةً لجبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) بمن فيها من مسلّحين». وقالت الوحدات في بيان لها إنّ مقاتليها «نفّذوا عملية عسكرية ردّاً على محاولة النصرة مهاجمة حي الشيخ مقصود». وقال البيان إن العربة دُمّرت في حي بستان الباشا (الخاضع لسيطرة النصرة وحلفائها من المجموعات التركمانية) المجاور لحي الشيخ مقصود، في المنطقة الواقعة بين معمل الزيت والمسبح».