استبق أفيغدور ليبرمان زيارة بنيامين نتنياهو إلى مصر للقاء حسني مبارك، بنفي بحث إسرائيل في فرض قيود من أيّ نوع على البناء في المستوطنات في القدس الشرقية، في وقت أعلن فيه إيهود باراك أن البناء في الضفة الغربية المحتلة جزء من الحاجة القومية
مهدي السيد
أعلن ديوان رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، أمس، أن الأخير سيزور مصر الأسبوع المقبل للاجتماع بالرئيس المصري حسني مبارك، ومناقشة جملة مواضيع سياسية. وذكرت مصادر في الديوان، للإذاعة الإسرائيلية العامة، أن نتنياهو سيطلب من الرئيس المصري الضغط على الرئيس الفلسطيني محمود عباس لتجديد العملية السياسية. وأشارت إلى أنه سيبحث معه أيضاً تصريحات الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى التي دعا فيها إلى إغلاق ملف التطبيع العربي مع إسرائيل بسبب موقفها المتعنت في مسألة تجميد الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967.
في المقابل، أطلق وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك، أمس، جملة مواقف من العملية السياسية والبناء الاستيطاني، خلال اجتماع لرؤساء المجالس المحلية في إسرائيل، حضره 35 من أصل 100 مدعو، وتغيّب عنه رؤساء المجالس المنتمين إلى «الليكود» ورؤساء المجالس في الضفة الغربية، احتجاجاً على «سياسة تجميد البناء في المستوطنات التي يقودها باراك». وقال باراك إن «العملية السياسية تحتاج إلى قرارات صعبة». وأضاف «حان وقت الحسم. نحن نتجول منذ سنين عديدة في المنطقة، وكلنا أمل في أن يكون على الطرف الثاني وفي دول العالم إدراك واضح للصورة وبأن لا يتم تفويت الفرصة». وأشار إلى أن «لدولة إسرائيل مصلحة عليا في التوصل إلى تسوية سياسية، وإيجاد دولتين لشعبين مع الإصرار على كل مصالحنا».
ولمّح باراك إلى الخلافات المحتملة مع الولايات المتحدة إزاء العملية السياسية والتعهد بتجميد البناء. وقال «نحن نحاول التوصل إلى تفاهم مع الولايات المتحدة، ونحن نعمل أيضاً في كل ما يتعلق بالمستوطنات، بعقل وحكمة من أجل أن نكون الطرف الذي يسير مع الولايات المتحدة، لا ضدها».
وبالنسبة إلى البناء في مستوطنات الضفة الغربية، قال باراك إن هذا البناء «جزء من حاجة قومية صحيحة، وينبغي معالجتها بالعقل وبالحكمة، لا بالحماسة أو بالخلافات الداخلية، فهذا غير حكيم وغير مجد».
وفي السياق، قال وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان إن أحزاب اليمين الشريكة في حكومة نتنياهو لن تسقط هذه الحكومة، وإن حزبه «إسرائيل بيتنا» لن ينسحب منها على خلفية تقليص البناء في المستوطنات.
ونفى ليبرمان، في مقابلة مع الإذاعة الإسرائيلية العامة، أنباءً تحدثت عن عدم ضلوعه في تفاصيل المحادثات مع الولايات المتحدة بشأن تجميد البناء في المستوطنات. وقال إنه «مطّلع على تفاصيل المحادثات مع الأميركيين، وإنه سيلتقي مع المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل» المتوقع أن يزور إسرائيل مطلع الأسبوع المقبل. لكن ليبرمان أضاف أن إسرائيل «لم ولن تبحث في فرض قيود من أيّ نوع على البناء في المستوطنات في القدس الشرقية، وأن على تل أبيب أن تطالب بأن تصادق الولايات المتحدة مجدداً على تفاهمات توصلت إليها مع إدارة الرئيس الأميركي السابق جورج بوش».
إلى ذلك، تعهد المستوطنون بفعل كل ما في وسعهم لمنع أي تجميد، ولو جزئي، للاستيطان في الضفة الغربية المحتلة. وقال بنحاس فالرشتاين، أحد قادة المستوطنين، «سنفعل كل ما في وسعنا ديموقراطياً، لمنع تجميد الاستيطان الذي ما هو إلا استسلام لأوباما».