لوّح رئيس الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية فاروق القدومي ضمنياً، أمس، بـ«فتح الأصالة» لمواجهة القيادة الجديدة التي أفرزها المؤتمر السادس لحركة «فتح» برئاسة محمود عباس. وقال القدومي، في حديث نشرته صحيفة «الصباح» التونسية المستقلة، «قلت هناك منبر وهناك منبر آخر، ومنبرنا هو المنبر الأصيل»، وذلك في إشارة واضحة إلى «فتح الأصالة» التي أُعلنت خلال شهر تموز.واتهم القدومي عباس بالإصرار على عقد مؤتمر «فتح» في بيت لحم، «فكانت نتائجه صورة مشوّهة... خذلت مسيرتنا». وأضاف «بعد المؤتمر لكل منا منهجه في العمل والنضال ولا حاجة إلى مزيد من الحديث والتصريح». في هذا الوقت، لا يزال مسار الانقسام في تعثّر، فقد أعلنت حركة «حماس»، أمس، أنه لم يجرِ أيُّ تنسيق أو ترتيب من قِبَل حركة «فتح» معها أو مع حكومتها في غزة بخصوص زيارة وفد اللجنة المركزية للحركة لقطاع غزة، بعدما كان عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» نبيل شعث قد أكد أن جدول أعمال الوفد يتضمن لقاءات مع قيادات من حركة «حماس».
وقال المتحدث باسم «حماس»، فوزي برهوم، «إذا نسّقت «فتح» وأجرت الترتيبات اللازمة مع جهات الاختصاص للقدوم إلى قطاع غزة لمناقشة القضايا العالقة وتذليل العقبات أمام الحوار، فهذا الأمر مرحَّبٌ به». ورأى أنه «من المبكِّر الحديث عن أي ترتيبات بخصوص الأوضاع التنظيمية الداخلية لحركة فتح في قطاع غزة». وكان شعث قد أعلن «أن هذه الزيارة تحمل هدفين: الأول يتمحور حول ترتيب أوضاع حركة فتح داخلياً وتنظيمها بعد انعقاد المؤتمر السادس، والثاني هو الإعداد للحوار الوطني الذي سيستأنف بعد عيد الفطر». وأوضح أن «هذه الزيارة ستتخللها لقاءات مع قيادات من حركة حماس في القطاع»، مؤكداً «أنه جرى إبلاغ المصريين بذلك وقد باركوا هذه الخطوة». على مستوى آخر، قال رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» خالد مشعل إن مصر ستؤيّد طلب «حماس» تأجيل الانتخابات ما لم تتم المصالحة الفلسطينية قبل كانون الثاني المقبل. وقالت صحيفة «الشروق» اليومية المستقلة إن مصر بصدد توجيه رسالة حازمة إلى عباس وكلّ من «فتح» و«حماس»، مضمونها أنه لا انتخابات رئاسية أو تشريعية فلسطينية من دون مصالحة وطنية شاملة، بحيث تجري الانتخابات في الضفة الغربية وغزة معاً، وفي يوم واحد.
وأشارت «الشروق» إلى أن «مصدراً مصرياً ـــــ قريباً جداً من الاتصالات المصرية الفلسطينية ـــــ كان قد حذّر من أن عباس لا يرى مصلحة له ولا لحركة فتح ولا للسلطة الفلسطينية في المصالحة مع حماس، ولا يريد أن يتحمّل مسؤولية أعمالها وقراراتها أمام إسرائيل والعالم، وأنه مرتاح إلى الوضع الحالي، ولا يستعجل المصالحة».
(يو بي آي)