تحول «اختفاء» رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يوم الاثنين الماضي، إلى لغز شغل الأوساط الإعلامية الإسرائيلية من دون أن تنجح في فكّ أسراره، سواء لجهة احتمال زيارته للسعودية أو لقائه مسؤولاً عربياً رفيع المستوى
علي حيدر
ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، أمس، أن اختفاء رئيس الحكومة الإسرائيلية يوم الاثنين الماضي لـ 14 ساعة يعود إلى زيارة سرية قام بها إلى روسيا في حينه، موضحة أن الزيارة هدفت «في أغلب الظن» إلى إجراء محادثات مع كبار المسؤولين الروس في قضايا أمنية تمسّ إسرائيل، بينها بيع أسلحة روسية لسوريا وإيران، ونقل أسلحة روسية إلى حزب الله. وفيما يكرّر مكتب رئيس الوزراء مقولة مسؤوله الإعلامي، نير حيفتس، أن نتنياهو كان «في زيارة سرية لمنشأة أمنية في البلاد»، نفى الكرملين أن يكون رئيس الوزراء الإسرائيلي قد قام بزيارة سرية إلى موسكو لبحث صفقات أسلحة روسية إلى إيران أو سوريا. وقال ناطق باسم الرئاسة الروسية لوكالة «فرانس برس»، إن «نتنياهو لم يكن في موسكو الأسبوع الماضي ولا الاثنين».
لكن «يديعوت»، على موقعها الإلكتروني، تمسّكت برواية الزيارة، وقالت إن «عدداً قليلاً جداً كانوا على علم بها، بينهم السكرتير العسكري مئير كاليفي، ومستشار الأمن القومي عوزي أراد، اللذان رافقاه في الرحلة، ولم تُبلَّغ وزارة الخارجية سوى الوزير أفيغدور ليبرمان نفسه، بالإضافة إلى وزير الدفاع إيهود باراك».
ووصف مصدر سياسي إسرائيلي زيارة نتنياهو لموسكو بأنها «كانت ذات طابع أمني أكثر مما هي ذات طابع سياسي، وأن المباحثات تركزت على بيع الأسلحة لسوريا وإيران، وأن إسرائيل عرضت معلومات عن أن قسماً كبيراً من الأسلحة يصل إلى حزب الله ويمثّل تهديداً لإسرائيل».
ووفقاً لموقع «يديعوت»، فقد استؤجرت طائرة تابعة لشركة «مرحاف»، التي يملكها المليونير يوسي ميمان، وهو أحد مالكي القناة العاشرة، بسبب الخشية من أن يؤدي السفر بطائرة تابعة لسلاح الجو إلى انكشافها من وسائل الإعلام في إسرائيل وروسيا. وأضاف الموقع أن المسؤولين في مكتب رئيس الوزراء رفضوا تسليم معلومات عن كلفة استئجار الطائرة إلى روسيا. وأضاف الموقع: «توجه نتنياهو إلى روسيا من مطار بن غوريون يوم الاثنين، برفقة حاشية مقلصة، وعاد حوالى الساعة الثالثة من فجر اليوم التالي».
ولفتت صحيفة «يديعوت» إلى أن «العلاقات الروسية ـــــ الإسرائيلية شهدت تطوراً في الآونة الأخيرة، وخصوصاً أن روسيا تنظر بعين التقدير إلى استجابة إسرائيل لطلبهم بإلغاء صفقة تزويد جورجيا بالدبابات وطائرات من دون طيار خلال الصيف الماضي».
وأشارت «يديعوت» إلى وجود سبب إضافي لتطور العلاقة الروسية ـــــ الإسرائيلية يكمن في رغبة روسيا بعقد مؤتمر دولي في موسكو، «وخصوصاً أنهم يعرفون أن المفتاح لانعقاد مثل هذا المؤتمر هو إسرائيل، وأنه إذا وافق نتنياهو على عقد مؤتمر تُستأنف في ضوئه المفاوضات الإسرائيلية ـــــ الفلسطينية، فسيكون ذلك إنجازاً كبيراً لروسيا».

3 أسباب لاختفاء رؤساء الوزراء: صحيّة أو لقاءات سريّة أو منشآت أمنيّة
وفي الإطار نفسه، ذكرت صحيفة «هآرتس» أن «رؤساء الوزراء في إسرائيل سبق أن اختفوا في الماضي لأحد الأسباب الثلاثة الآتية: إما لإجراء معالجة طبية يريدون أن تكون سرية، أو عقد لقاءات سرية مع قادة دول عربية، ويمكن هذه اللقاءات أن تجري في إسرائيل، وفي أغلب الحالات في مقر الموساد، كما حصل مع الملك الأردني الراحل حسين، فضلاً عن أن رؤساء وزراء توجهوا في زيارات قصيرة إلى أوروبا بهدف عقد لقاء مع قادة دول عربية لا يريدون أو لا يستطيعون المجيء إلى إسرائيل. والسبب الثالث هو القيام بزيارة منشآت استراتيجية أو أمنية».
لكن في حالة نتنياهو، فإنه لم يقم بزيارة قاعدة عسكرية، كما أكدت مصادر في الجيش، فضلاً عن أن مكتب رئيس الوزراء أصدر بياناً قبل أسابيع ذكر فيه أن نتنياهو زار مفاعل ديمونا، وبالتالي يبقى مقران أساسيان هما مقر «الشاباك» و«الموساد». لكن الصحيفة لفتت إلى أن زيارة هذين المقرين ليست حدثاً سرياً أو دراماتيكياً بهذا القدر، إذ يقوم بذلك عدد غير قليل من الوزراء، وحتى رئيس لجنة الخارجية والأمن وأعضائها.
وخلصت «هآرتس» إلى «بقاء احتمالين هما أن يكون نتنياهو قد توجه على عجل لعقد لقاء سري خارج إسرائيل، أو أن يكون اللقاء قد عُقد في إسرائيل، بهدف المحافظة على السرية التامة للقاء لم يُعقَد في مكتب رئيس الوزراء، بل في مكان آخر، قد يكون مقر الموساد».
وفي السياق، ذكرت صحيفة «المنار» الفلسطينية، الصادرة في القدس المحتلة، أن سبب اختفاء نتنياهو يعود إلى «زيارته دولة عربية ليس لإسرائيل علاقات معها، وأنه اقترح على المسؤولين الرفيعين الذين التقاهم التعاون معاً لإحباط البرنامج النووي الإيراني وصدّ النفوذ الإيراني في دول المنطقة». ونقلت صحيفة «إسرائيل اليوم» عن مسؤول رفيع المستوى في مكتب الرئيس محمود عباس تقديره أن يكون نتنياهو قد «زار السعودية والتقى مع مقربين من الملك عبد الله».


تقدّم في «القمّة الثلاثيّة»... والاستيطان!

أكد مسؤولون إسرائيليون، أمس، حصول تقدم في المساعي الرامية إلى عقد لقاء ثلاثي بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ورئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، برعاية الرئيس الأميركي باراك أوباما.
ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن مصادر سياسية إسرائيلية رفيعة المستوى قولها إن نتنياهو سيتوجه إلى الولايات المتحدة للمشاركة في أعمال الدورة السنوية للأمم المتحدة صباح يوم الأربعاء الواقع فيه الثالث والعشرون من الجاري وسينطلق عائداً إلى تل أبيب ليل اليوم التالي.
ومن المتوقع أن يعلن نتنياهو، في كلمة أمام الجمعية العامة، «تقليص» النشاطات الاستيطانية في الضفة الغربية من دون أن يأتي على ذكر القدس المحتلة. وفي السياق، أشارت الإذاعة العبرية إلى أن نتنياهو عقد اجتماعاً للسداسية الوزارية، التي تحوّلت إلى سباعيّة بضم وزير الداخلية إيلي يشاي، تمهيداً للزيارة المرتقبة للمبعوث الرئاسي الأميركي الخاص، جورج ميتشل، إلى إسرائيل الأسبوع المقبل.
ورغم أنّ من المنتظر أن يبحث ميتشل خلال زيارته الصيغة النهائية لتجميد الاستيطان مع المسؤولين الإسرائيليين، فإن السلطات الإسرائيلية قررت أن تستقبل الموفد الأميركي بنشر مناقصة جديدة لبناء المزيد من الوحدات الاستيطانية. وأفادت وسائل الإعلام الإسرائيلية أمس بأن «مديرية أراضي إسرائيل» نشرت مناقصة لبناء 486 وحدة سكنية في حيّ «بسغات زئيف» الواقع على أطراف القسم الشرقي من القدس المحتلة. وذكرت صحيفة «هآرتس» أنّ الوحدات السكنية ستُبنى في منطقة مساحتها 138 دونماً قُسِّمَت إلى 25 قطعة أرض. (الأخبار)